ثانويات تحتفي ب 8 مارس، وثانوية أغبالة تحتفي بأسدس كامل تتعدد أوجه الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، كل مرة بشعار جديد، وكل محتفل يدلي بدلوه على طريقته.. هذه السنة، يلاحظ مرتادو النيابة الإقليمية مساهمات تلاميذ وأساتذة (ذكور وإناث) في الموضوع على شكل لافتات ورسومات وشعارات.. يكاد الجميع يتفق على أن يوم 8 مارس هو يوم فقط للتذكير بأن المرأة كائن مسكين لا حول له ولا قوة.. وبأن الرجل "ولد الحرام" بامتياز. ثانوية سيدي عمرو أوحلي بأغبالة هي الأخرى احتفلت بالمرأة هذه السنة، ولها الحق بأن تدعي بأن أسلوبها في هذا الاحتفال متميز.. فلقد نظمت مساء السبت 18-03-2013 أمسية للاحتفال بالتلاميذ المتفوقين برسم الأسدس الأول من هذه السنة، ذكورا وإناثا.. الحفل تضمن قراءات شعرية وزجلية، تيمديازين، عرضا مسرحيا، أناشيد، وعروضا موسيقية تخللها تقديم الجوائز، والتي هي عبارة عن حاسوب للثلاث الأوائل لكل مستوى بالثانوي الإعدادي، وللأول والثاني بمستويات ومسالك الثانوي التأهيلي، إضافة إلى شواهد تقديرية تجاوز عددها المائة شهادة.. كل ذلك لتشجيع النشء على المزيد من الاجتهاد والتعلم، وكذا إبراز المواهب في فنون الشعر والإلقاء والإنشاد والمسرح. إذ أشرف ثلة من الأساتذة المتميزين بنكران الذات على تدريب التلميذات والتلاميذ ونبش خباياهم بحثا عن مواطن التميز وصقل المواهب.. أما علاقة الحفل ب8 مارس، فلأن أكثر من نصف المتوجين إناث، فتيات لا علاقة لهن بشعار "ماتقيش"، تلميذات نجيبات لم يرتدن أي ناد إلا نادي العلم والمعرفة، عصاميات سطع نجمهن من بين ظلمات الأطلس المتوسط المركزي، لم يعرفن من الدعم إلا الذي يقدمه أساتذتهن المجدون من ذكور وإناث، ولم يفهن من السياسة إلا سياسة تقسيم الوقت وترتيب الأولويات للحصول على أعلى المراتب، ولم يعادين ذكرا إلا "الكسل".. تنافسن بينهن ومع إخوانهن التلاميذ بشكل جدي وبدون حزازات "النوع".. لما سنحت لهن فرصة للرسم ذات مناسبة، رسمن وفود المسيرة الخضراء المنسجمة والمتدفقة في صف واحد في اتجاه الصحراء؛ ومنهن من رسمت امرأة بدوية قوية الملامح، بشوشة الوجه، بعينين بريئتين يسطع منهما بريق الجد والتحدي، تحدي الصعاب وليس تحدي الرجل.. مضى 8 مارس، وقبرت معه الشعارات وطويت اللافتات في انتظار 8 مارس آخر، إنما شعار الجد وبريق النجاح، ولافتات الاجتهاد لا تنتهي.. والتلميذة والتلميذ متنافسان وليسا عدوين، المرأة والرجل متكاملان وليسا متنافرين، 8 مارس و9 أبريل متتاليان يدوران حول بعضهما وليسا متضادين. للأمانة، فإن جمعية حقوق الإنسان فرع أغبالة هي التي تبرعت – مشكورة – على الفائزين والفائزات بواحد وعشرين (21) حاسوبا.