من حقوق الإنسان المكفولة للمواطن بمقتضى المواثيق الدولية و الدستور المغربي ، الحق في الإعلام و الاتصال سواء عبر الصحافة الورقية او الألكترونية أو الإعلام السمعي البصري ، يتابع من خلالها المواطن أخبار العالم و الوطن و مجريات سياسة بلاده و يستقصي أخبار قادته و أحزابه و رموزه الوطنية السياسية و الفنية و الرياضية و يشاهد و يستمتع بمباريات منتخه الكروي غير أن التلفزة و المذياع تبقى أهم هذه الوسائل التواصلية بالنظر إلى تفشي الأمية و القدرة التواصلية الهائلة لهذه الوسائط خاصة في المناطق المهمشة كالقصيبة على سبيل المثال . من جهة أخرى رسمت وزارة الاتصال للخدمة العمومية للاتصال السمعي البصري عدة أهداف طموحة منها ترسيخ الثوابت الأساسية للمملكة المغربية كما هي محددة في الفصل الأول من الدستور وتعزيز مقومات الهوية الوطنية الموحدة و تعزيز قيم الإنفتاح والإعتدال والتسامح والحوار، والتفاهم المتبادل بين الثقافات والحضارات الإنسانية جمعاء و الانفتاح على اللغات والثقافات الأجنبية بما يعزز التواصل وتلاقح الحضارات و غيرها من الأهداف التي لا يمكن تحقيقها إلا بإعلام وطني جيد و قادر على الوصول إلى جميع بيوت المغاربة أينما كانوا .. لكن بين ما تكفله المواثيق الدولية و الدستور و بين أهداف وزارة الاتصال يحار المواطن القصيبي من غياب البث التلفزي الأرضي في مدينته ،هو الذي لا تربطه بالخدمة العمومية للاتصال السمعي البصري إلا الفاتورة التي يؤديها آخر الشهر من جيبه الفقير ظلما و عدوانا دون أن يستفيد من أية خدمة إعلامية عمومية ما عدا ما تنقله القنوات الوطنية لمغاربة المهجر و بذلك يكون الآلاف من سكان القصيبة في منزلة مغاربة المهجر مع فرق أنهم ملزمون بدفع مبالغ هامة من جيوبهم مقابل خدمات لا يستفيدون منها و هذا ما يسمى في قانون الالتزمات و العقود المغربي بالإثراء بلا سبب . منذ أزيد من خمس سنوات و سكان القصيبة محرمون من البث التلفزي و الإذاعي ، المحظوظون منهم اقتنوا صحونا مقعرة و أجهزة استقبال متطورة و بطاقات الاشتراك في القنوات العالمية و الآخرون و هم أكثرية بقاوا بلاش و احتفظوا بتلفزاتهم و أجهزة مذياعهم في أركان بيوتهم يتابع أبناؤهم مباريات منتخبهم الوطني في المقاهي و سط أدخنة مختلف السجائر في انتظار يوم يضع فيه المسؤولون حدا لهذه المهزلة . بوابة بني ملال أون لاين كانت قد أشارت إلى هذا المشكل بمقال تحت عنوان :القصيبة : السكان محرومون من البث التلفزي الارضي منذ سنوات خلت بتاريخ 08/11/2011 دون أن تصل صرختنا و من خلفنا آلاف القصيبيين إلى المسؤولين ، هل يحتاج تزويد محطة البث التلفزي للقناة الأولى و الثانية و الإذاعة الوطنية بمولد كهربائي حرمان أزيد من عشرين ألف نسمة من الخدمة الإعلامية العمومية لأزيد من خمس سنوات ؟؟؟