خلال الدرس الافتتاحي الذي احتضنته جامعة مولاي سليمان ببني ملال يوم 09-11-2009 عبر السيد خالد الناصري وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة عن استعداده للإجابة عن جميع الأسئلة التي تتعلق بالإصلاحات ومرحلة الانتقال الديمقراطي بالمغرب شرط أن يكون الحوار جديا وأشار إلى ذلك أيضا عندما قال أن الانفتاح السياسي والإعلامي الذي يعرفه المغرب قد قل نظيره في الدول العربية والإفريقية والإسلامية. وفي كلمة ألقاها رئيس الجامعة السيد محمد مرزاق في المدرج الممتلئ عن آخره بالطلبة والأساتذة الجامعيين والصحافيين، أبرز أن جامعة مولاي سليمان رغم حداثة تواجدها بالإقليم استطاعت أن تلعب دورا كبيرا في خدمة البلاد والمساهمة في نهضتها بواسطة الأجيال التي تتخرج منها. واعتبر خالد الناصري أن هذا الدرس الافتتاحي الذي اختار له كعنوان (آفاق الإصلاحات في المغرب) بمناسبة الدخول الجامعي لموسم 2009-2010، يجعل من فضاء الجامعة "فضاء يحث على طرح مجموعة من الأسئلة وأن نبحث عن تقديم أجود الأجوبة". ذلك، واعتبر أم الأسئلة المتعلقة بالإصلاح في المغرب السؤال التالي: "ما هو مغرب سنة 2009؟ هذا هو السؤال المحوري". وعن الانتقال الديمقراطي قال: "الانتقال عملية تاريخية وسياسية واجتماعية معقدة لا يتحكم فيها خالد الناصري ولا حزب ولا مقال صحفي، ولا يمكن أن نستشرف المستقبل" وذلك في إشارة إلى أن مسلسل الانتقال الديمقراطي مستمر ولا يمكن تحديد تاريخ نهايته، ورهن ذلك بسرعة تحقيق الإصلاحات الكبرى التي يعرفها المغرب، وحذر من السقوط في فخ من وصفهم ب "من يطور خطابا عدميا يلغي الحقيقة". وعن الحريات قال في إشارة لما بعد مرحلة جلسات الاستماع العمومية لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان"طوينا صفحة الماضي، نبني الديمقراطية، نبني حرية التعبير...نبني مغرب الحداثة برعاية ملك مصلح". وأضاف في نفس السياق أن "رهان الإصلاح الكبير هو تعزيز وتثبيت الخيار الديمقراطي، المغرب ينظر إليه من الخارج على أنه ظاهرة غريبة" وربط سبب ذلك بالحريات التي اعتبرها كنزا ثمينا يجب الحفاظ عليه. هذا، وأشاد بالشجاعة السياسية لكل الفاعلين الذين يساهمون في الانتقال الديمقراطي وأولهم المؤسسة الملكية ثم الأحزاب الديمقراطية وجزء كبير من المجتمع المدني ومنظمات المجتمع المدني، واعتبر الأحزاب السياسية والنقابات والصحافة من المجتمع المدني لأنهم لا يمثلون الدولة. وعن المواطنة الفاعلة قال :" لا ديمقراطية بدون مواطنة، لأن الديمقراطية ملك للشعب وأداة بين يدي الشعب، والشعب لا يمكن أن يمتلك أداة إذا استهان بها" وفي توضيح له حول المصاعب التي يواجهها المغرب قال "لم يتأثر المغرب بالأزمة المالية وإنما بالأزمة الاقتصادية...الأزمة الاقتصادية سنؤدي ثمنها مع الأسف". وعن الأحزاب السياسية قال أن سبب ضعفها هو عدم قدرتها على التأقلم مع الواقع الجديد بسبب تقاعسها عن أداء الوظيفة التأطيرية والتنظيمية والتربوية. ولم يفته إبداء رأيه في الانفتاح السياسي الإعلامي، فقد اعتبر أنه "بقدر ما ينفتح المجال السياسي والإعلامي بقدر ما يكون النقاش هزيلا وضعيفا ولا قيمة له...يجب العمل على دفع النقاش السياسي إلى مستوى النضج" وأضاف أن النقاش بسبب رداءة تكوين البعض، يتحول عندهم "إلى مرادف للسب والقذف، والسب والقذف سلاح الضعفاء".