تلقينا بأسف عميق نبأ وفاة رفيقنا وأخينا الحاج محمد براضي، الذي وافته المنية صباح اليوم الجمعة 18/05/2012 بمدينة الفقيه بن صالح، بعدما أنهكه المرض الذي ظل يقاومه ويعانده بإصرار لسنوات، نتيجة القهر والاستبداد الاستعماري وألمخزني على حد سواء طيلة أكثر من ستة عقود من النضال والتضحية، حيث خبر السجون وتحمل قسوة الجلاد وتكبد ضريبة الطرد دون أن ينال ذلك كله من صلابته وعزيمته التي لا تلين، بل وحتى من ملكاته في السخرية والبهجة وبشاشته المتفردة قرب رفاقه حتى وهو في قبضة الجلاد أو طريح الفراش. فرغم ذلك المرض والوهن، فقد أبا إلا يودع رفاقه جميعا من خلال حضوره أشغال المؤتمر الوطني السابع للحزب في متم شهر مارس الماضي، ويساهم في النقاش داخل لجن المؤتمر، كما لم يبخل كعادته على رفاقه ورفيقاته المحلقين من حوله بين الفينة والأخرى في فترات الاستراحة بمستملحاته من النكتة الساخرة والنقدية، تعبيرا على التشبث بالحياة والإصرار في مواصلة النضال من أجل تحقيق الأهداف والقيم النبيلة التي ساهم إلى جانب رفاقه في بلورتها فكرا وممارسة خلال المسيرة التاريخية للحزب ومواجهة كل أشكال الاستبداد والتحريفية والانتهازية، والوفاء للخط النضالي الديمقراطي. بفقدان رفيقنا محمد برادي يكون الحزب قد فقد منارة أخرى من منارات الوفاء والتضحية والصمود، بعد أن فقدنا من قبله رفيق دربه الفقيد محمد بوكرين، وهما القائدين اللذين لعبا دورا طليعيا إلى جانب رفاق آخرين، في بناء صرح حزب الطليعة إقليميا ووطنيا وخاضا معارك شرسة ضد الاستبداد ألمخزني وضد الرجعية والانتهازية في صفوف القوات الشعبية والحركة النقابية خاصة داخل ك.د.ش، وغيرها من الإطارات الجماهيرية... فقدنا رفيقنا بوكرين ومن قبله الرفيق السرايري وآخرين، وربيع الديمقراطية المغربي كان مازال في مخاضه الأول، واليوم نفقد رفيقنا براضي ونحن في الحول الثاني لهذا الربيع، فما عسانا نقول في هذا المصاب الجلل سوى أن نجدد الوفاء للخط الذي ساهموا في تجديره وعلى دربهم سائرون، طريق الحرية الكرامة والعدالة على درب التحرير الديمقراطية والاشتراكية. وعزائنا الكبير لأسرته الصغيرة، زوجته ورفيقة دربه وأبنائه البررة.