•الطريق إلى المستنقع على الطريق الرئيسية الرابطة بين بني ملالومراكش، وبالضبط بالنقطة الكيلومترية 10، يجد العابرون بالسيارات والشاحنات وغيرها من وسائل النقل أنفسهم بالقرب من منطقة يقال أنها قرية نموذجية، ولكن الاسم لا يعكس المسمى. شخصيا أمر كل يوم بالمكان نفسه، دائما أستمتع بالطريق إلى اولاد امبارك صيفا وشتاء، وبمجرد أن أتجاوز آخر التجمعات السكنية الحضرية، أجد بصري ينطلق إلى أبعد الحدود، وهذه عادة أستريح لها، فأتمكن من رؤية الجبال على يساري وامتداد السهول المنخفضة على يميني، تلك السهول التي أطل عليها من ارتفاع متوسط، وأتمكن من رؤية شمس الغروب تنحني على الأرض التي تميل إلى السواد في تلك الساعة من المساء، والدواوير الممتدة بعيدا، ولصوت السيارات التي تعبر الطريق ذهابا وإيابا. كان كل شيء مثاليا ويجعل أبناء المنطقة المعروفين بالكرم يتحدثون عن أن المنطقة لابد أن يأتي يوم يحضر فيه مستثمر يجعل منها مركز استقطاب سياحي مهم. وموردا إضافيا مع العلم أنها منطقة فلاحية خصبة بالدرجة الأولى. يشتكي سكان المنطقة حاليا من تغيير كامل، لقد حضر المستثمر فعلا، وبفضله توجد حاليا تجزئة النور التابعة لجماعة فم أودي للسكن الاقتصادي، ويعرف أبناء المنطقة أن السيول التي تأتي أيام المطر من قمة الجبل حيث توجد جماعة فم أودي تمر عبر البقعة التي وضعت فيها تجزئة النور، مما غير مسار السيول، حيث كانت تأتي محملة بالأوحال وتدخل إلى الغابة، لكنها بفعل تجزئة النور تغير مسار السيول وصارت تغمر أراضي ودواوير جماعة اولاد امبارك اولاد موسى. لقد صارت اولاد امبارك اولاد موسى مستنقعا لمياه السيول المختلطة بمياه الواد الحار. • إهمال في تتمة الأشغال مع ارتفاع درجات الحرارة بفصل الصيف لم يعد العابرون على الطريق الرئيسية يحتملون شدة الروائح الكريهة المنبعثة من مياه الواد الحار الآتية من تجزئة النور والتي تمر بمحاذاة الطريق، ويرجع سبب مرور مياه الواد الحار بمحاذاة الطريق إلى كون تجزئة النور غير مرتبطة بشبكة تصريف مياه الواد الحار نظرا لبعدها النسبي عن مدينة بني ملال أولا، ثانيا لأن جماعة اولاد امبارك جماعة قروية وبالتالي فإنها تفتقر إلى الواد الحار، وقد تم تعويض ربط شبكة التجزئة بقنوات التصريف عن طريق حفر حفرتين كبيرتين، ويتذكر سكان المناطق المجاورة أنه سبق تفريغ الحفرتين من الفضلات من طرف شركة خاصة مرة واحدة في فصل الشتاء الماضي، وبعد ذلك لم يتم تفريغهما إلى يومنا هذا، حتى امتلأتا وصارت المياه العادمة تفيض وتملأ جنبات الطريق الرئيسية مع ما يصاحب ذلك من روائح خانقة تتمكن من سد أنفاس العابرين ولو أغلقوا نوافذ سياراتهم، وقد علق أحد الظرفاء على ذلك قائلا، (الريحة توصلك توصلك واخا تسد فمك، بحالها بحال الموت)، تنتشر الرائحة مع ما يصاحبها من حشرات زاحفة وطائرة. وتجدر الإشارة إلى أنه في فصل الشتاء كانت السيول تعبر الحفرتين المملوءتين مرورا إلى اولاد امبارك، فتختلط السيول بمياه الواد الحار، إلا أن ارتفاع نسبة مياه السيول كان يحد من رائحة ما يخرج من الحفرتين. هكذا يعاني السكان المتواجدون بمحاذاة الطريق الرئيسية والقريبون من المستنقع من نتائج إهمال تتمة الأشغال. وتنتقل المياه العادمة من تجزئة النور التابعة لفم أودي إلى جماعة اولاد امبارك •من المسؤول عن تصدير مياه الواد الحار إلى اولاد امبارك في ظل الوضعية الراهنة وبسبب معاناة الساكنة والعابرين، هناك سؤال مشروع يطرح نفسه بإلحاح، لماذا لم يتم تحريك ساكن لتصحيح الوضع الخاطئ الذي يتسبب في أضرار كبيرة؟ ومن المسؤولون عنه خصوصا أن الأمر يرتبط بالأرض التي توجد عليها جماعة فم أودي، ويرتبط بتجزئة النور، والجهة المسؤولة عن تصريف المياه العادمة هذا من جهة، ويرتبط بجماعة اولاد امبارك حيث يتم استقبال مخلفات المياه العادمة الآتية من الجماعة المذكورة سلفا؟ وسط كل هذا من المسؤول عن صحة المواطنين وسلامتهم بالمنطقة، وكذا من المسؤول عن صورة المنطقة عند المسافرين والعابرين عبر الطريق الرئيسية بني ملالمراكش بما فيهم السياح القادمون والآتون من الجوهرة الحمراء مدينة مراكش وأكادير وغيرهما؟ ولا يتعلق الأمر فقط بسكان المنطقة والعابرين، بل الخطير جدا كون المستنقع بمحاذاة السوق الأسبوعي الذي يحج إليه سكان المنطقة وكذا المناطق المجاورة. سعيد صديق جريدة المنعطف يوليوز 2009