انتقد حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الحاكم فكرة مرشح الحزب الاشتراكي للانتخابات الرئاسية الفرنسية فرانسوا هولاند والقاضية بفرض ضريبة مالية بنسبة 75 بالمئة على الثروات الفرنسية الكبيرة ووصفها بغير المنطقية وبالديماغوجية وبإمكانها أن تؤدي إلى هروب كل الأغنياء إلى الخارج. أثار اقتراح مرشح الحزب الاشتراكي للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة فرانسوا هولاند بفرض ضريبة مالية قدرها 75 بالمئة على كبار الأغنياء الفرنسيين الذين يكسبون حوالي مليون يورو سنويا سلسلة من الانتقادات في الأوساط المالية والرياضية الفرنسية، بالإضافة إلى منافسه المباشر نيكولا ساركوزي. ففي الوقت الذي رحبت جبهة اليسار بقيادة جان لوك ملنشون بهذا الاقتراح ووصفته بالخيار الصحيح الذي يهدف إلى فرض نوع من العدالة الضريبية بين جميع الفرنسيين، لاقى انتقادا كبيرا من قبل حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الحاكم حيث قال مرشحه نيكولا ساركوزي "هولاند يريد تقليل عدد الأغنياء في فرنسا، أما أنا فأريد تقليص عدد الفقراء فيها". وفي نفس السياق، أضاف وزير الاقتصاد فرانسوا باروان أن هذا الاقتراح لن يخفف من أزمة الديون التي تشكو منها فرنسا، بل ربما له بعد سيكولوجي أكثر مما هو اقتصادي، محذرا في الوقت نفسه أن يغادر الأغنياء الكبار فرنسا وأن ينقلوا شركاتهم إلى الخارج، الأمر الذي سيؤدي حسب رأيه إلى ارتفاع نسبة البطالة التي تمس حاليا أكثر من 9 بالمئة من الفرنسيين وتقليص عدد الشركات. من جهته، انتقد الأمين العام لنفس الحزب جون فرانسوا كوبيه إقتراح هولاند ووصفه بغير المنطقي وبالديماغوجي، كونه لن يؤثر إيجابا على الاقتصاد الفرنسي ولا على الخزينة العامة. ولم تنحصر ردود الفعل المنددة لهذا الاقتراح على الأوساط السياسية فقط، بل امتدت إلى عالم الرياضة، باعتبار أن عددا كبيرا من اللاعبين في الدوري الفرنسي لكرة القدم يتقاضون أكثر من مليون يورو سنويا. واعتبر رئيس فريق ليل لكرة القدم ميشال سايدو، إن اقتراح فرانسوا هولاند "سيدفع كل الذين يملكون مواهب خلاقة سواء كان في الرياضة أو في مجالات أخرى مثل الصناعة والثقافة إلى مغادرة فرنسا نهائيا بسبب ارتفاع نسبة الضرائب التي ستفرض عليهم، مضيفا أن اللاعبين يتقاضون رواتبهم بصفة شريفة ولا يسرقونها، فضلا أنهم يدفعون ضرائب مرتفعة". رأي يسانده فيه لاعب فريق باري سان جرمان لكرة القدم كريستوف جالي الذي قال: "لم أعتد على أحد لكي أكسب هذا المال، أشعر أن النظام لا يحب الناس الذين يتقاضون أموالا كثيرة بعرق جبينهم وبواسطة العمل الدؤوب". وإلى ذلك، حاول فرانسوا هولاند أن يقلل من تصريحاته أمس في لندن خلال زيارة قادته إلى حزب العمال التقى خلالها بزعيم الحزب ميليبند. وقال هولاند "أنا لست برجل خطير وما أريده فقط هو تنظيم العالم المالي ولقد جئت إلى لندن لكي أقول أن على القطاع المالي أن يكون في خدمة الاقتصاد وأن يشارك في نمو هذا الأخير". وأثارت تصريحات سابقة لفرانسوا هولاند حول تنظيم القطاع المالي العالمي وتضاؤل عدد الشيوعيين في فرنسا خلال مقابلة أجراها في منتصف شهر فبراير/شباط الماضي حربا كلامية بينه وبين جبهة اليسار التي تضم منظمات عمالية والحزب الشيوعي وأحزاب يسارية أخرى.