نفضت مدينة قصبة تادلة غبارها ,واستعادت هدوءها بعد أن عاشت طيلة أربعة أيام,على صخب موسم عيد المولد النبوي الشريف,الذكرى الغالية لميلاد سيد الأنام وخاتم النبيين.موسم لا يمت للدين بصلة,لأن الفوضى التي تخللته لاتوصف ,انفلات أخلاقي بكل ما في الكلمة من معنى,سكر و تحرش و أزبال وكلام ناب و لباس فاضح وعبث بالمساحات الخضراء,أناس دخلوا المدينة من أجل إطلاق العنان لمكبوتاتهم,لم يسلم منهم الشجر ولا الحجر أتوا على اليابس والأخضر. سألت أحد الفرسان ماذا تمثل له هذه المناسبةقال:إنها الأغلى في حياتنا لا ندخر جهدا ولا مالا من أجل "هذه اللحظة التاريخية".وضعت السؤال نفسه على امرأة مسنة تكنس روث الخيول من أمام بيتها, ردت بأسى شديد:لن نرتاح حتى يرحلوا عنا.أما عندما سألت أحد القاطنين على مقربة من ساحة الفروسية, أجابني و شرارة الغضب تتطاير من فمه:لا نكاد ننام لا ليلا ولا نهارا فوضى حقيقية,أصوات الخيول و البارود ترعب أبناءنا و نسوتنا,أما الغبار المتناثر من موقع الفروسية,فحدث ولا حرج.أربعة أيام و كأنها الدهر كله,لم نعد نطيق هذه المهزلة تحت مسمى الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف,نتمنى حقيقة أن يغيروا مكان العبث هذا إلى أي نقطة بعيدة عنا وهناك فليفعلوا ما طاب لهم,المهم راحتنا. أحد الباعة المتجولين تمنى مازحا لو تستمر هذه المناسبة شهورا بل سنوات. أما أحد علماء الدين فقد علق على لافتة بأنها مثيرة للسخرية"تحت شعار من أجل مجتمع مستقر ومتضامن"و أردف قائلا :الذكرى الدينية الغالية لميلاد سيد الرسل و الأنبياء براء مما يعملون,كل هذا بدع في بدع