كعادتنا نحن سكان القصيبة نتوجه إلى سوق السمك كل يوم خميس للتزود بما تيسر من حوت السردين أي (سمك العامة)، إلا أن هذا الخميس كان كغير الأيام السابقة حيث أن كل من زار السوق إلا وعاد بخفي حنين، ذلك انه كان خاليا إلا من سمك مجمد وبائع لأسماك السد أو النهر، والغريب في الأمر كأن أصحاب هذه الأسماك الأخيرة تفطنوا إلى أنه لن يكون هناك أسماك البحر. وبالرجوع إلى أسماك البحر التي افتقرناها نحن سكان هذه البلدة في هذا اليوم، لا بد من الإشارة إلى أن القصيبة لا تبعد عن الطريق الوطنية رقم 8 إلا بخمس كيلومترات وأن أي شاحنة محملة بالسمك يمكنها أن تدخل المدينة بدون عناء، وغذا تمعنا في الموضوع قليلا، فالكل يعرف أن بلدنا تمتاز بشاطئي البحر المتوسط والمحيط الأطلسي على طول أزيد من 4000 كيلومتر وأنها (أي الشواطئ) مليئة بالسمك ورغم ذلك يبقى المواطن في حيرة من أمره، ينتمي إلى بلد بشواطئ البحر كهذه وفي نفس الوقت لا يجد ولو سمكة بحرية يشتريها لعياله، فما هذا العبث يا دولة الحق والقانون والتنمية البشرية والتضامن الاجتماعي وهلم جرا من الشعارات الجوفاء والخطابات العصماء؟ كنا نأمل بأن ترينا حكومة العدالة والتنمية ولو بصيصا من التغيير ولكن الأمور تسير دون أماني الجماهير الشعبية بهذا الوطن العزيز.