إدراكا منه للوضعية المتأزمة التي تعيشها فرعية تونة التابعة لمجموعة مدارس تفطويت بجماعة دير القصيبة، وهي الوضعية المثيرة لكل استفهام واستغراب، حاول المجلس القروي للجماعة استباق وضع الفرعية قبل انطلاق الموسم الدراسي الحالي، وذلك بالوقوف على أصل المشكلة من أجل العمل على معالجتها، من خلال طرح وتناول هذه القضية ضمن النقطة المتعلقة بالدخول المدرسي الجديد، المدرجة في جدول أعمال الدورة الاستثنائية التي عقدها يوم 29 غشت 2011، حيث قرر المجلس بإجماع رفع ملتمس إلى مدير الأكاديمية الجهوية ببني ملال، من ضمنه توفير الموارد البشرية الكافية، وبتعيينات قارة بكل المدارس والفرعيات التي تعاني مشاكل مزمنة وجد مقلقة في هذا الجانب، وخاصة فرعية تونة التي تعيش وضعا مزريا، نتيجة تعثر انطلاق عملية التدريس فيها، كاستمرار لحالة أزمة التهميش والإهمال التي طبعت وضعيتها سابقا وما تزال. الأمر الذي خلف منتهى الاستياء والتذمر لدى أباء وأولياء التلاميذ بهذه المنطقة. ليتبين جليا أن شكاياتهم في هذا الموضوع وحول هذه القضية لم تكن موضع أي اهتمام أو اعتبار من طرف المسؤولين المعنيين، كما هو الشأن بالنسبة لملتمس المجلس المذكور، حيث الاستخفاف واللامبالاة، وهو ما يعتبر حرمانا صريحا وتضييعا متعمدا لمستقبل الأبناء الذين باتوا في ظل هذا الوضع مهددين بالهدر المدرسي والالتحاق بعالم الأمية لا قدر الله، في الوقت الذي يجب أن ينالوا كغيرهم كامل حقوقهم في التربية والتعليم وانضمامهم لعالم العلم والمعرفة، ركب العصر والحضارة. وهكذا إذن وبقوة تطرح هذه الوضعية سؤال الضمير والمسؤولية في إعداد ووضع الخريطة المدرسية وتتبعها، وكذلك ما يتم الإنفاق عليها في إطار ما يسمى بالمخطط الاستعجالي ، كما تعتبر هذه الوضعية نموذجا صارخا يضع في المحك سياسة التربية والتعليم خاصة، وشعارات المواطنة في البلاد عامة.