دعارة بزاوية الشيخ في إطار يوميات محاربة أوكار الدعارة بزاوية الشيخ، افتتح يوم الخميس بجلسة مفتوحة مع ساكنة الزاوية القديمة احتضنته قاعة جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي بلدية زاوية الشيخ ، وقد اكتظت هذه الأخيرة بالحضور الذي كان على موعد مع مناقشة أفق الحركة الاحتجاجية التي يخوضها شباب زاوية الشيخ ، وقد عرف النقاش تصعيدا منذ البداية عندما تم فتح الباب للاقتراحات التي يتطلبها الواقع الجديد لملف معالجة الدعارة بزاوية الشيخ ، و هذا الواقع الجديد هو عدم قدرة السلطة على الوفاء بالتزامها في إخلاء وكر الزاوية القديمة مع نهاية شهر رمضان ، بل أكثر من ذلك عرفت المدينة يوم العيد و يوم ثاني العيد توافد المئات من زبناء سوق الجنس قدرت عددهم بعض الجهات الحقوقية في أكثر من (1200) وافد . كانت الاقتراحات تصعيدية، تراوحت بين الاعتصام المفتوح و الإضراب الإنذاري عن الطعام لمدة (48) ساعة، و أخرى دعت إلى المواجهة المباشرة للسكان مع الوافدين من خلال لجن يقظة دائمة، اقتراحات أخرى تحفظت على تحول السكان لقوة عمومية، بمبرر أن المقاربة التي يجب اتخاذها من اللازم أن تكون شمولية منسجمة مع بنيوية مشكل الدعارة، و أن يطغى عليها الطابع الحقوقي. وكان هناك إجماع على تشكيل لجنة تحضيرية لجمعية الزاوية القديمة قصد إعادة إدماج الحي في النسيج الحضاري و الاجتماعي لزاوية الشيخ . رفع اللقاء التشاوري و توجه ممثلون عن مجموعة شباب زاوية الشيخ ضد الفساد، و ممثلون عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى باشاوية المدينة، قصد تحميل السلطات المحلية المسؤولية فيما يجري و عن العواقب التي قد تتمخض عن تماطل السلطات في معالجة الموضوع ، السلطة المحلية تراوح ردها بين معالجة الأمر بالتدريج و أنها بدأت فعلا في معالجة الموضوع فضلا عن ندرة الموارد البشرية كما قال قائد الدرك الملكي . بوابة بني ملال عاينت في ذات اليوم ( ثاني العيد) حوالي 15:30 بعد الزوال وكر الدعارة بالزاوية القديمة وسجلت حضور بعض عناصر القوات المساعدة و الدرك الملكي و بعض أعوان السلطة على طول الممر الرئيس المخترق للوكر، لم تلاحظ البوابة بالمقابل الشكل المعتاد لاستعراض الأجساد العارية أمام الدور المخصصة للدعارة، غير أنها رصدت العشرات من الشباب طالبي الجنس أمام المداخل الثلاث للوكر، بعض السكان صرحوا للبوابة أنهم شاهدوا يوم العيد و صباح الخميس طوابير أمام بعض دور الدعارة . ليلة الخميس ليلة الانفلات و المواجهة في الوقت الذي كان فيه ممثلو شباب زاوية الشيخ ضد الفساد و الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في حوار مع باشا المدينة و قائد الدرك الملكي، توجهت مجموعة شبابية ، لم تتخلى عن فكرة الاعتصام اتجاه فضاء الكنتينا حيث محطتي التاكسيات و الحافلات و قررت الاعتصام هناك . بعد وقت قليل التحق المئات من الشباب إلى الفضاء ذاته و انضموا إلى الاعتصام، لم تقف الأمور عند هذا الحد بل كان الشباب يرصدون الغرباء المشتبه في قدومهم إلى سوق الدعارة، فيشبعونهم ضربا قبل إنقاذهم من قبل حقوقيين و نشطاء في مجموعة شباب زاوية الشيخ ضد الفساد، فضلا عن رجال القوات المساعدة. و لولا بعض الحقوقيين و الناشطين الشباب لتحولت الأمور في أكثر من مرة إلى ما لا تحمد عقباه . استمر هذا الجو من الرعب والصمود في الآن نفسه لساعات، الأنفاس محبوسة، و باشا المدينة يعد بإيجاد حل قريب للموضوع، و لكن الوعود تذوب بين صدى الشعارات " الشعب يريد إسقاط الفساد " . أجواء مشحونة للغاية، لا أحد يعرف إلى أين ستنتهي الأمور، أغلب المحتجين في سن أقل من 25 سنة ، يتقاطعون في التصريح : لم نعد نطيق الفساد بهذا الشكل، نهاية الحكرة الآن و ليس غدا. مجموعة أخرى من الشباب ترصد مخمورا غريبا عن المدينة، أمواج بشرية تتجه نحوه، يشهر سلاحا أبيضا خطير تم يتلقى أمطارا من الحجارة مرة أخرى شباب ضد الفساد يطوقون الضحية لتحصينه يتم إدخاله بصعوبة إلى سيارة الباشا تم التوجه نحو سرية الدرك الملكي حيث بلغ عدد المعتقلين بين الأربعاء و الخميس ستة معتقلين، تحققت من ذلك البوابة عند زيارتها إلى سرية الدرك الملكي رفقة فعاليات مدنية. بعد حين اتجهت مسيرة نحو وكر الدعارة بالزاوية القديمة ، ومع وصولها إلى أحد مداخل الوكر يخرج بلاطجة بأسلحة بيضاء متوعدون كل من يقترب من الوكر، الأمور صعبة للغاية، و أخيرا يتفادى الشباب المواجهة و يعودون مرة أخرى إلى موقع الاعتصام، تواصلت مطاردة الغرباء ، و بعد ذلك انطلقت مسيرة شبابية لتجوب مختلف شوارع المدينة بشعارات من بينها " لا لا للدعارة " " الشعب يريد إسقاط الفساد" .بعد ذلك توجهت المسيرة نحو سرية الدرك الملكي منفذة وقفة احتجاجية . حراك الشباب اضطر مسؤولين كبار بالدرك الملكي للحضور إلى مدينة زاوية الشيخ لمتابعة الأمور عن قرب و الاجتماع بالمسؤولين المحليين، و استمع كولونيل الدرك الملكي إلى الشباب في شكل حلقية ، حيث تحلى هؤلاء بجرأة و وضوح كبيرين من خلال الاتهام المباشر للدركيين بالتماطل في محاربة الدعارة، بل اتهموا أسماء مخصوصة بالارتشاء و استطاع الشباب بمعية ممثلين عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان انتزاع التزام المسؤول بالعمل الآني من أجل محاربة الظاهرة عبر خطة محددة ، وذلك بإخلاء دور الدعارة من الوافدات و غلق مداخل الزاوية القديمة ، كما التزم أيضا بتتبع النقط السوداء للخمور و المخدرات، وعلى مستوى الموارد البشرية وعد بإضافة (10) عناصر قارة خصيصا لهذا الغرض . وقد سجلت جهات حقوقية حضور ثلاث عربات لعناصر التدخل لكن دون تسجيل أي انخراط في عمل قمعي . وقد تفاجأ الجميع بالانضباط الذي أبداه الشباب اتجاه الملكين العام والخاص حيث لم تسجل أي أعمال تخريب في ليلة مرعبة مرت كسنوات على المسؤولين الأمنيين.