انشقاقات جديدة في معسكر القذافي قال حلف شمال الأطلسي (الناتو) إن الثوار الليبيين الذين يقاتلون منذ شهور لإسقاط نظام العقيد معمر القذافي يقتربون من العاصمة طرابلس، في حين تحدثت أنباء عن انشقاقات جديدة في المعسكر الموالي للقذافي. وأكد المتحدث باسم الحلف العقيد رونالد لافوي أن الثوار وصلوا خلال الأسبوع الماضي إلى مدن الزاوية وصبراتة وصرمان الساحلية غرب طرابلس، ومدينة العزيزية جنوب شرق العاصمة. وأضاف لافوي -في مؤتمر صحفي بنابولي في إيطاليا، مقر عمليات الناتو في ليبيا- أن الثوار يسيطرون على الطرق الرئيسية لطرابلس، وأن "هذه التقدمات هي أهم مكسب على الأرض ضد القذافي شهدناه منذ شهور". الثوار أعلنوا أنهم يطوقون العاصمة طرابلس تطويق طرابلس وقد شدد نظام القذافي الإجراءات الأمنية في طرابلس بعد تطويقها من الثوار، ومنع الأهالي من الدخول إليها أو الخروج منها، وأفادت مصادر للجزيرة نت بأن قوات القذافي أقامت نقاط تفتيش ومتاريس في عدة مناطق بطرابلس وكذا على مداخلها ومخارجها. وقالت المصادر نفسها إنه سُمع إطلاق نار كثيف قرب منطقتي عين زارة وتاروغاء بضواحي طرابلس، وكذا في قلبها، لكن لم يُعرف مصدره. كما دارت اشتباكات عنيفة في ترهونة جنوب شرق طرابلس بين الثوار والكتائب، وأفادت بعض الأنباء بسيطرة الثوار على وسط المدينة. وأكد الثوار أنهم باتوا يطوقون العاصمة بعد أن استولوا على مدينة غريان غربي البلاد ودخلوا مدينتي صرمان وصبراتة الساحليتين، كما يقولون إنهم يسيطرون على نحو 80% من مدينة الزاوية الإستراتيجية التي تقع على بعد 50 كلم غرب طرابلس. وأفاد مراسل الجزيرة بأن الثوار أسروا اليوم العقيد خليفة الضو، وهو رئيس الأمن الداخلي التابع للقذافي بالزاوية. وفي البريقة شرقي البلاد يواصل الثوار هجماتهم على كتائب القذافي المتمركزة في المنطقة الصناعية والمنطقة الأولى بعد أن وصلوا مركز المدينة. ويقول الثوار إن تمركزهم في وسط البريقة يظهر عجز الكتائب عن إيقاف التقدم الملحوظ الذي يحرزونه، حيث يغنمون في كل هجمة آليات عسكرية من الكتائب التي تلجأ لقصف خزانات الوقود الموجودة في المنطقة الصناعية. الثوار عززوا مواقعهم في الزاوية التي لا يزالون يقاتلون فيها الكتائب صواريخ سكود وفي السياق، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن قوات القذافي استخدمت للمرة الأولى صاروخا من طراز سكود في حربها مع الثوار، وأضاف أن الصاروخ أطلق من موقع قرب مدينة سرت غربي البلاد. وأشار المسؤول الأميركي -الذي رفض ذكر اسمه- إلى أن الصاروخ كان موجها نحو البريقة التي يجري فيها قتال بين قوات القذافي والثوار، لكنه أخطأ هدفه وسقط في الصحراء. وأضاف أن الصاروخ أطلق صباح الأحد من موقع على بعد حوالي 80 كلم شرق سرت مسقط رأس القذافي، وسقط شرق بلدة البريقة النفطية الساحلية. ومن جهته، قال المتحدث العسكري للثوار أحمد باني إن نظام القذافي يمتلك صواريخ سكود يصل مداها إلى 350 كلم، وحذر من احتمال استخدام القذافي هذه الصواريخ لإطالة فترة بقائه في السلطة بعد أن فقد شرعيته. وبدوره، قال حلف الناتو إن استخدام قوات القذافي صواريخ سكود لن يؤثر على سير المعارك، مؤكدا أن ذلك سيلحق أضرارا بالمدنيين، وأن استخدام هذا السلاح "علامة على اليأس المتزايد" لدى قوات القذافي. انشقاقات جديدة من جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر في طرابلس وصفتها بالمطلعة قولها إن اللواء مسعود عبد الحفيظ، أحد قادة القوات الموالية للقذافي قد انشق. وأشارت الوكالة نفسها إلى أنه من المحتمل أن يكون عبد الحفيظ –الذي ينتمي لقبيلة القذاذفة، وهي قبيلة القذافي- قد فر إلى مصر. وفي السياق ذاته، قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا اليوم الثلاثاء في العاصمة الأميركية واشنطن إن أيام القذافي "باتت معدودة" وإن "قواته ضعفت". وتابع بانيتا "قوات القذافي تضعف، وهذا الانشقاق الأخير مثال آخر على هذا الضعف"، في إشارة على ما يبدو إلى تقارير تحدثت عن انشقاق وزير الداخلية الليبي ناصر المبروك عبد الله.