في زمن الميثاق الوطني للبيئة و التنمية المستدامة وفي الوقت الذي تتراكم فيه المذكرات الوزارية التي تدعو فيها وزارة اخشيشن إلى تنمية وعي المتعلمات و المتعلمين بقضايا البيئة و التنمية المستدامة و جعل المؤسسات التعليمية نموذجا في تفعيل مبادئ المحافظة على البيئة ، توجد مدرسة مرامان التابعة لمجموعة مدارس أصفرو في و ضعية بيئية خطيرة من جراء تمرير قناة للمياه العادمة عبر خلفها و عبر ساحتها أمام الفصول الدراسية. القناة التي تحمل المياه العادمة من مدينة القصيبة حولت المدرسة إلى فضاء ملوث بسبب رغوتها السامة التي تغزو المكان و تقتحم الأقسام عند أدنى هبة رياح و بسبب الروائح الكريهة التي تنبعث منها مفسحة المجال لا نتشار الحشرات و مختلف الامراض بين صفوف التلاميذ و الأساتذة على السواء. مرامان التي يقترن اسمها بالمقاومة المسلحة في الاطلس المتوسط ضد قوات الاحتلال الفرنسي و بمعركة مرامان الشهيرة التي هزم فيها الجيش الفرنسي على يد قبائل أيت ويرة سنة1913 تتحول إلى وجهة تصريف قاذورات القصيبة الصلبة و السائلة فمن الناحية الشرقية توجد مزبلة القصيبة و و على طول الطريق إلى مرامان من ذات المدينة تجري سواقي المياه العادمة لتمر أمام الا قسام الدراسية . إنه العبث و لا اسم غير العبث و التنكر للتاريخ و الأخلاق فالمنطقة التي كان يجب أن تكون مفخرة للمنطقة فيبنى فيها نصب تذكاري لمعركة مرامان ترحما على أرواح سقطت في سبيل حريتنا و كرامتنا تحولت إلى منطقة تتخلص فيها القصيبة من نفاياتها و قاذوراتها ، و المدرسة التي يفترض إيلائها الأهمية الاعتبارية اللائقة بها لتربية الناشئة على قيم النظافة و البيئة و المواطنة تتحول إلى ممر للمياه العادمة ؟ هل هناك عبث أكثر من هذا؟؟ بنحسو