يتساءل السكان بشكل تهكمي عن مصير نصيب الجماعة من المساهمة المتعلقة بالمبادرة الوطنية. والتي من المفروض أن تصرف في مثل هذه المعضلة التي يتخبط في براثينها المواطن، فالأزقة ضيقة و مليئة بالأوحال والمياه العادمة سطحية لانعدام مجاري قنوات الصرف الصحي و فضلات الحيوانات بجنبات الطرق والبرك المتعفنة المضرة بالبيئة والإنسان على السواء. تم إحداث الجماعة القروية بالكرازة سنة 1992 و أطلق عليها إسم جماعة سيدي حمادي ، ويعتمد سكانها في موارد عيشهم على الزراعة وكسب الماشية، زراعة الحبوب ، وغلة الزيتون وزراعة الشمندر السكري ، كما يغطي النفوذ الترابي للجماعة ، عشرات الضيعات من أشجار الحوامض ، المستغلة من طرف كبار المزارعين الوافدين على المنطقة من مختلف المدن المغربية . هذه الجماعة الغنية بثرواتها المذكورة ، تضم 16 دوارا تحتضن ما يربو على 20 الف نسمة ، ومع ذلك فإن شبابها في عطالة دائمة ، في حين أن الضيعات في عهد الحماية كانت تشغل كل واحدة منها ما يزيد على مائة شخص ، أما الآن فإن غالبيتها لا تشغل إلا إثنين او ثلاثة أفراد على الأكثر . إن من يمر بالقرب من الدواوير وخاصة دوار أولاد حمو المتواجد في ملتقى الطرق: الطريق الرابطة بين مدينة سوق السبت أولاد النمة و الطريق الوطنية رقم 8 المؤدية من أكادير إلى فاس عبر بني ملال ، يفاجأ خاصة في الصباح الباكر، بضباب كثيف ينبعث من أكداس الأزبال المكونة من فضلات الحيوانات و الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف و تعم بيوت الساكنة. لقد ظلت الأزبال مصدرا لمختلف الحشرات السامة التي تقتسم الخبز والملح مع الطبقات الفقيرة المغلوبة على أمرها. ومع ذلك ، فإن أصوات المحافظة على البيئة من التلوث يدغدغ مسامع السكان صباح / مساء دون جدوى، والغريب في الأمر أن أعضاء المجلس القروي من أبناء المنطقة يمرون عليها يوميا وكأن الأمر لا يعنيهم ، ولايعيرون أدنى اهتمام لمعاناة السكان وخاصة الأطفال و النساء الحوامل و العجزة الذين يعانون من الأمراض كالربو مثلا . فكيف يعقل أن مجاري المياه العادمة سطحية في الأزقة أو بجوار المسجد بدوار أولاد حمو ، وحتى المدرسة المركزية المطلة على الطريق الوطنية رقم 8 لم تسلم من ويلات الأوساخ والقاذورات . وفي اتصال مباشر مع السكان ، يتساءلون بشكل تهكمي عن مصير نصيب الجماعة من المساهمة المتعلقة بالمبادرة الوطنية. والتي من المفروض أن تصرف في مثل هذه المعضلة التي يتخبط في براثينها المواطن، فالأزقة ضيقة و مليئة بالأوحال والمياه العادمة سطحية لانعدام مجاري قنوات الصرف الصحي و فضلات الحيوانات بجنبات الطرق والبرك المتعفنة المضرة بالبيئة والإنسان على السواء. فهل تمت برمجة الدوار المذكور أعلاه حاليا في إطار الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، لتجاوز هذه الحالة المزرية التي يعيشها السكان، أم أن دار لقمان ستبقى على حالها، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؟