هل نحن سكان زاوية الشيخ ،نعيش في بيئة سليمة؟ هل المسؤولون ، منتخبون وسلطة محلية وفعاليات المجتمع المدني على قدر من الوعي بإشكالية اختلال التوازن البيئي بزاوية الشيخ؟ وكيف يمكن التوفيق بين حاجات التنمية المستدامة والحد من خطورة التدهور البيئي؟ وأخيرا وليس آخرا كيف نستطيع الوفاء باحتياجات الأجيال القادمة و حقوقها الثابتة في الموارد الطبيعية والبيئية؟ إن المتتبع للشأن المحلي بزاوية الشيخ يلاحظ بجلاء الارتباك الحاصل لدى المسؤولية الجماعيين والسلطة المحلية في تدبير القطاع البيئي الذي يعرف أزمة بنيوية لا حدود لها، فمشكل الأزبال لازال يطرح بحدة وباستمرار تقريبا في كل دورات المجلس الجماعي دون أن يعرف حلولا ناجعة ، النقط السوداء أصبحت منتشرة في كل أنحاء زاوية الشيخ، بل في كل أحياءها و أصبحت تمثل تهديدا حقيقيا للصحة العامة للمواطنين . كما أن المجرى المائي "تامدة" ، الذي يمر من وسط زاوية الشيخ ، يعتبر مفخرة حقيقية للمدينة ، فبالإضافة إلى الحلة الجميلة التي يطبعها على المدينة ،يساهم في سقي مجموعة كبيرة من حقول الزيتون و الاغراس والنباتات وبالتالي المحافظة على التنوع الايكولوجي للمدينة و محيطها، يتعرض لما يشبه "جريمة منظمة" في حق أهم ثروة بالبلدة، حيث أصبح مرتعا للنفايات من كل الأصناف ويتعرض لاستغلال بشع من طرف المحلات التجارية والمقاهي والمنازل المجاورة مما يسبب تلوثا مزمنا لمياهه. أما المجزرة "لاباتوار" التي تنعدم فيها كل الوسائل الوقائية ، فتعتبر كارثة بيئية بامتياز لما تسببه إفرازات دبج البهائم من تلوث للاماكن المجاورة وأيضا وصول المياه العادمة للمجزرة إلى الحقول بل حتى إلى عين " بودي ليت " التي ستستغل مياهها في المسبح البلدي . ما هو مصير مئات الأشجار التي تم غرسهاقبل سنوات ولم يتبقى منها إلا القليل القيل في أكبر عملية تشجير فاشلة رغم تكلفتها المادية والمعنوية. وعن أوضاع ساحة المحرك القديم و الساحة المقابلة للمسبح البلدي،فحدث ولا حرج، حيث يتبادر إلى ذهن زائر أجنبي وكأنه في "تورابورا" بأفغانستان. وليست أحوال السوق الأسبوعي بأحسن ، فالكلاب الضالة لا تجد مأوى لها إلا تحت الاسقفة المخصصة لبيع اللحوم والحبوب . هذا فقط غيض من فيض كما يقال ، فهل ستتحرك بلدية زاوية الشيخ و السلطات المحلية و بإشراك كل المعنيين بالأمر لوضع حد لهذا التدهور الخطير في المنظومة البيئية ، حفاظا على الثرات الطبيعي و البيئي وتحسين الصحة وجودة العيش للساكنة قبل فوات الأوان ؟.