سينما: عرض فيلم "العودة إلى حنصالة"صورة أخرى للهجرة السرية تم مساء الأربعاء الماضي عرض فيلم "العودة إلى حنصالة" للمخرجة الإسبانية شيز غيتيري بمسرح المعهد الإسباني (سيربانتيس) بالدار البيضاء . ويتناول هذا الفيلم, الذي قام بتقديمه المخرجون فريدة بليزيد وخوسي لويس كارسيا سانشيز, قصة معاناة 58 شاب مغربي حاولوا الهجرة إلى الضفة الأخرى, لكن محاولاتهم باءت بالفشل إذ لقي 37 شخصا مصرعهم في هذه العملية سبعة منهم ينحدرون من قرية "حنصالة" بجماعة تاكزيرت باقليم بني ملال . وأسندت أهم أدوار هذا الفيلم, الذي امتد عرضه ساعة ونصف, إلى الفنانين الإسباني لويس غارسيا في دور "مارتان" والمغربية فراح أحمد في دور "ليلى". الفيلم الذي يحكي عن شباب قرية حنصالة البسيطة التي يحلم شبابها صبية وفتيات بالهجرة إلى اسبانيا برهان الوصول إلى الشاطيء الآخر أحياء وليسوا جثث .. تبقى في الثلاجة لحين تسوق الصدفة وحدها أحدهم ليعيدهم مرة أخرى إلى وطنهم الفارين منه .. يواريهم ترابه يبدأ الفيلم بصاحب دار الجنازات الإسباني ويدعى مارتين و الذي يواجه مشاكل مالية و عائلية تضطره إلى محاولة الكسب من وراء إعادة جثث الشباب المغربي إلى أهلهم فيلتقي ليلى المهاجرة التي تعيش في المدينة ، يرمي البحر على شواطئ منطقة الجزيرة الخضراء الواقعة جنوبإسبانيا بضعة جثث أحدها هو للأخ الأصغر ل "ليلى"،. فبالرغم من معارضة أهلها، شجّعت "ليلى" شقيقها على المخاطرة بعبور البحر إلى إسبانيا على متن قارب. واليوم، وبعد أن عرفت ثمن نصيحتها له فإن عليها تحمّل المسؤولية والعودة بالجثمان إلى المغرب ومواجهة غضب والديها. تتعاون "ليلى" مع حفّار قبور إسباني "مارتن"الذي تعرفت عليه خلال الأزمة ، وينطلق الاثنان في رحلة خطرة إلى قريتها الجبلية في الريف المغربي. وهناك، تواجه معتقداتها تحدياً حقيقياً حين تُجبر على مواجهة عائلتها وتحمّل مشاعر الحزن والغضب والحب. أما "مارتن" فيفاجأ بالترحيب الحار الذي يستقبله به أهالي "حنصالة". مشاعر صادقة تقدّم من خلاله المخرجة "تشوس غويتريز" وجهة النظر الأخرى، وتناقش بأسلوب فني التباين الشاسع بين حياة الفقراء والأغنياء في منطقتين لا تفصلهما سوى بضعة مئات من الأميال. وخلال الرحلة يتعرف مارتين على المغرب والإسلام الذي لم يعبر عنه سوى بجملة واحدة على مدى الفيلم " نحن في رمضان" تقولها ليلى عندما يدعوها للشرب معه أو شرطي الحدود عندما تتعطل أوراقه في الجمارك لأنه قد حان آذان المغرب أو العاملة في الفندق حينما يطلب طعاما فلا يجد سوى شوربة .. أو حينما يحتاج لفنجان قهوة بعد ان قضى ليلة في الصحراء لحظتها يقول لن آتي المغرب في رمضان مرة أخرى .. وفيما عدا ذلك تبقى بقية الصورة التي رسمت لسكان القرية / المسلمون نابعة من خصائصهم كسكان لمنطقة جبلية تحكمها أعراف القبيلة وليس الإسلام و لهذا يبدو وجود قطاع الطريق عاديا .. كما أن تكاتفهم مع أسرة الفقيد لدفع مقابل نقل الجثة من أسبانيا إلى حنصالة موقفا نابعا من عادة قبلية .. لتظهر صورة الإسلام باهتة في الفيلم ومعادلة لصورة الشعوب النامية , الفقيرة , غير المتحضرة التي لازالت تركب الحمير وتعيش على مياه الآبار .. لتصبح نهاية الفيلم إنسانية جدا مع تقبل مارتين للآخر المتمثل في ليلى و قريتها حتى أنه يقرر أن يساعدهم في نقل جثث أمواتهم بتكاليف أقل .. بعد محاولته إثناء الشباب عن المغامرة بالذهاب لاسبانيا عن طريق البحر. الفيلم لم يستسلم للأفكار المسبقة حول الهجرة غير الشرعية بل سرد الحكاية بتفاصيلها دون أن ينحاز مع أو ضد ليصل بنا في النهاية إلى أن الهجرة أمر واقع لا محالة وكل ما علينا هو أن ننظر للأمر بعين إنسانية .. ربما لهذا السبب لم تبدو مشاهد تعرف أهالي المفقودين صارخة الحزن .. جاءت متوسطة ومتوازنة .. و ينتهي الفيلم بأمل الوصول إلى الضفة الأخرى مع نجاح سعيد في ذلك يذكر أن فيلم "العودة إلى حنصلة", الذي فاز في الدورة 32 لمهرجان القاهرة الدولي للسينما بجائزة الهرم الذهبي, يندرج في إطار الدورة السينمائية التي ينظمها معهد سيربانتيس بالعاصمة الاقتصادية. أعدها للنشر أبو أريج