أسدل الستار مساء السبت، ثاني أبريل، بقاعة سينما إسبانيول بمدينة تطوان على فعاليات الدورة 17 لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، بحصد المغرب أربع جوائز بعدما كان في الدورات السابقة ينال شرف التنظيم فقط. وقد تميز حفل الاختتام، الذي غاب عنه العديد من النجوم والمتوجين، بالأداء الرائع لفرقة «جوق جلال شقارة»، ابن المرحوم عبد الصادق شقارة، التي أعطت الحفل نكهة وطابقا أندلسيا أصيلا من خلال الوصلات الغنائية التي امتزج فيها الطرب الأندلسي بموسيقى الفلامينكو. كما تميز الحفل قبل انطلاق تسليم الجوائز بعودة فقرة تكريم الصحافة المحلية من خلال الجائزة التي منحتها إدارة المهرجان، بتنسيق مع فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية، هاته الأخيرة قررت تكريم قيدوم الصحافيين بتطوان الزميل عبد العزيز المرابط مراسل جريدة LE MATIN، كما كرمت خلال هذا الحفل المخرجة الاسبانية شور غوتييزير نظرا لتفردها بالاشتغال على ماهو مشترك بين المغرب وإسبانيا، خصوصا قضية الهجرة السرية، وتحديدا في فيلمها «العودة إلى حنصلة». أما حفل توزيع الجوائز فقد عرف هاته، السنة وعلى غير سابقه من السنوات الأخيرة، هيمنة السينما المغربية على جوائز المهرجان. وهكذا حصل فيلم «الجامع» لمخرجه داود أولاد السيد على الجائزة الكبرى للمهرجان (70 ألف درهم)، فيما فاز الفيلم القصير «مختار» لمخرجته حليمة الوردفي بالجائزة الكبرى لمدينة تطوان في صنف الأفلام القصيرة (35 ألف درهم). وقد تواصل الحضور المغربي في منصة التتويج من خلال فوز الشريط المغربي / الكندي «السلاحف لا تموت بسبب الشيخوخة» بالجائزة الكبرى لمدينة تطوان في صنف الأفلام الوثائقية (40 ألف درهم). أما على المستوى الفردي فقد فاز الممثل المغربي عبد الهادي توحراش بأحس دور رجالي (20 ألف درهم) لتعود جائزة أحسن دور نسائي للممثلة الاسبانية إيماسواريس عن دورها في فيلم الناموسية للمخرجة أكوسطي فيلا. أما باقي الجوائز فقد كانت متنوعة حيث عاد فيلم «الناموسية» إلى حصد جائزة لجنة التحكيم في صنف الفيلم الطويل (40 ألف درهم)، فيما حصل الفيلم القصير الفرنسي «قبالة البحر» للمخرج أوليفيي لوستا على تنويه خاص من طرف لجنة التحكيم، فيما نال الفيلم الاسباني «نظام الأشياء» للمخرجيين سيزار وخوسي ايستبان أليندا على جائزة الابتكار - فيلم القصير (10 آلاف درهم) وجائزة لجنة التحكيم في فئة الفيلم القصير (20 ألف درهم) عادت للفيلم الجزائري كوركاز للمخرج عبد النور زهزاه. وبخصوص الفيلم الوثائقي فقد عادت جائزة العمل الأول (20 ألف درهم) من نصيب الفيلم الوثائقي المصري (حلدحي) للمخرج الشاب فوزي صالح، و في حصد فيلم «زهرة» لمخرجه محمد بكري جائزة لجنة التحكيم (30 ألف درهم). وقد سجل متتبعو المهرجان احتجاب العديد من الجوائز خلال هاته الدورة خصوصا جائزة النقد وجائزة محمد الركاب وجائزة عز الدين مدور للعمل الأول، وكذا جائزة الجمهور، مما يعكس التراجع الكبير خلاله هاته الدورة، التي تميزت بالأساس بغياب نجوم السينما، وكذا غياب الجمهور. مما يفرض على إدارة المهرجان مراجعة بعض أوراقها للرقي بالمهرجان والانفتاح أكثر، إذا ما أرادت الاستمرار، كما تميز حفل الاختتام كذلك بغياب رئيس موسسة المهرجان نبيل بنعبد الله الذي.. هذا دون الحديث عن غياب الجهات الداعمة من قبيل رئيس مجلس جهة طنجة ورئيس الجماعة الحضرية ومدير المركز السينمائي المغربي ووزير الاتصال، مما يعكس الخلل الذي أصبح يتخبط فيه المهرجان.