لا حديث في كلية الآداب بجامعة المولى سليمان ببني ملال،إلا عن المبارة التي أجريت مؤخرا بشكل شبه سري لشغل منصبين بشعبة اللغة الفرنسية ،أحدهما لابن العميد ، وأكدت مصادر من نفس الشعبة أن "العميد بناصر أوسيكوم وبعد محاولات عديدة تمكن أخيرا من أن ينال مبتغاه ويجري مباراة على مقاس ابنه منير لشغل منصب أستاذ بنفس الكلية، التي سبق أن حصلت شقيقته وابنة العميد على منصب بنفس الكلية وبنفس الطريقة قبل بضع سنوات ،في سباق مع الوقت قبل أن يحال على التقاعد في دجنبر من سنة 2009". وكان ابن العميد بناصر أوسيكوم محط جدال إعلامي محلي قبل ثلاثة سنوات ،عندما طرحت جريدة"ملفات تادلة" الجهوية قضية استغلال العميد لنفوذه في توظيف ابنته، ومحاولة توظيف ابنه آنذاك، قبل أن يتراجع العميد عن طلب مناصب مالية لشعب أخرى في أمس الحاجة إليها وانتظر ليطلب منصبين ماليين في شعبة في غنى عنهما، فيما شعب أخرى تعاني من خصاص كبير في الأساتذة خاصة شعبتي الانجليزية والعربية. وأضافت مصادر من كلية الآداب بجامعة المولى سليمان ببني ملال أن "العميد مهد الطريق لابنه بطريقة غريبة أمام سكوت الجهات المسؤولة وتواطؤها أحيانا،فقد سبق أن سجل بطريقة غريبة بكلية الآداب لمناقشة أطروحة الدكتوراه رغم عدم أهليته،كما عرفت مناقشته لرسالته سرعة قياسية لم تشهدها أي جامعة بالمملكة ،إذ قضى منير أوسيكوم ما يناهز سنتين فقط في إعداد رسالته ومناقشتها،وهو السبب تضيف نفس المصادر،الذي جعل الرئيس السابق لجامعة القاضي عياض (التي كانت كلية الآداب تنتمي إليها قبل إحداث جامعة المولى سليمان السنة الفارطة)، الراحل أحمد جبلي،جعلته يتردد في التوقيع على رسالة الدكتوراه لأزيد من خمسة أشهر بعد مناقشتها ووقعها أسابيع قليلة قبل إحالته على التقاعد". وأجريت المباراة يوم الخميس الأخير من شتنبر الماضي بعد تقدم أربعة مرشحين فقط واستبعاد مرشحين آخرين ،وتساءلت مصادر من داخل شعبة اللغة الفرنسية عن "الشروط القانونية لإجراء المبارة في ظل تقدم أربعة مرشحين فقط ،خاصة أمام شرط إجراء المباريات المشابهة التي يشترط فيها تقدم ثلاثة مرشحين على الأقل لكل منصب أو عدم إجراء المبارة ". واستنكر مجموعة من الطلبة المعطلين من نفس دفعة منير أوسيكوم استفادة هذا الأخير من ظروف استثنائية لكون والده عميد لنفس الكلية ،إذ " بعدما وجد العميد طريقة لتوظيف ابنته ،ووجد طريقة لتسجيل ابنه في السنة الثانية مباشرة في وحدة للسلك الثالث دون اجرائه لمبارة الانتقاء في الوحدة ،ودون قضائه للسنة الأولى ، هاهو اليوم يوظفه بطريقة سرية دون إعلان المبارة ودون استفادة باقي الخريجين وأمام صمت المسؤولين محليا ووطنيا". وكان منير أوسيكوم ابن العميد بناصر أوسيكوم يستفيد في السنوات السابقة من عقدة عمل بالكلية كأستاذ متعاقد (vacatair) في مواد باللغة الفرنسية رغم وجود العدد الكافي من الأساتذة ،حيث تؤكد مصادر من شعبة اللغة الفرنسية أن من أساتذة نفس الشعبة من يشتغل ساعتين في الأسبوع فقط ،ولا حاجة للكلية للأساتذة المتعاقدين الذين صرفت عليهم الكلية أزيد من 36 مليون سنتيم كانت خزينة الكلية في أمس الحاجة إليها ". من جهته نفى بناصر أوسيكوم عميد كلية الآداب بجامعة المولى سليمان ببني ملال في اتصال هاتفي ب"المساء" الإشاعات التي تتحدث عن إجراء المبارة وأكد أن"اللجنة العلمية لم تتوصل بالملفات بعد،وهناك مرحلتين في المبارة المرحلة الأولى هي فحص الملفات ،والمرحلة الثانية هي المقابلة "،وأوضح بناصر أوسيكوم أن "عشرة مرشحين تقدموا بملفاتهم إلا أن ملفات بعضهم كانت ناقصة ووقع استبعادهم بشكل طبيعي"،وأكد أنه لا يعرف بالضبط تاريخ إجراء المبارة ،قبل أن يعاود الاتصال من جديد ب"المساء"ويؤكد أن"اللجنة قامت بالفعل بفحص الملفات يوم الخميس 25 شتنبر،وستحدد فيما بعد تاريخ المقابلة مع المرشحين الذين وقع عليهم الاختيار"،ولم ينف العميد بناصر أوسيكوم وجود ابنه منير أوسيكوم من "ضمن الأربعة الذين سيخوضون المقابلة التي سيتم بموجبها انتقاء المرشحين للمنصبين الماليين،ولا وجود لقانون يمنع أبناء المسؤولين من التقدم للمباريات في المؤسسات التي يشرف على إدارتها آباؤهم ". واتهمت مصادر من كلية الآداب العميد بالاعلان "عن المبارة في بداية غشت وجعل يوم تاسع شتنبر آخر أجل لقبول الملفات لتفويت الفرصة على أكبر عدد من المرشحين لتزامن ذلك مع العطلة الصيفية ،وللإبقاء على حظوظ ابنه قوية في الظفر بأحد المنصبين ،في حين أعلن عن المباريات التي لا تعنيه في نهاية شتنبر الماضي، والمتعلقة بمناصب مالية في شعب الانجليزية والعربية "،ولم ينف العميد أوسيكوم وقوع ذلك وأكد أن "الوزارة هي المعنية بالاعلان عن تاريخ المباريات وليس إدارة الكلية"،وعن استفادة ابنه من التدريس بالكلية كأستاذ متعاقد منذ ثلاث سنوات في شعبة اللغة الفرنسية صرح بناصر أوسيكوم أن "ابني منير حاصل على الدكتوراه في الفرنسية وهو امتياز الذي بموجبه تم التعاقد معه للتدريس بالكلية ". المصطفى أبوالخير نشر بجريدة المساء في شهر أكتوبر 2008