تيسودال، قرية وسط جبال الاطلس المتوسط الشرقي تتجاوز ساكنتها 300 نسمة، تنتمي لجماعة أغبالا القروية المنتمية بدورها لاتحادية ايث سخمان التاريخية بجبال الأطلس المتوسط. “ليس هناك أولويات ولا ما يجب تأخيره، فالقرية لنا ونحن لها، لنغير محيطنا ولو بالجير الأبيض” بهذا الشعار أخذ شباب قرية تيسودال المبادرة، واتخذوا العمل الجماعي نهجا لخدمة قريتهم، في تحد صارخ لكل العراقل المادية والتفكيرية، فوضعوا الفكرة على أرض الواقع ألوانا زاهية على جدران البنايات الطوبية في لوحة متناغمة مع طبيعة المكان، الذي يتمتع بموقع ساحر على ربوة مطلة وجها لوجه مع البلدة التي تنتمي اليها (أغبالا). تيسودال، بلمسات شباب قرر ترك عادة التضاد الفارغ، الذي تورثه الاجيال القديمة للاجيال التي تليها، جانبا وخوض تجربة تحويل الفكرة البسيطة إلى واقع ملموس، بالعمل البسيط، وبنفس عميق وحماس متواصل وتشابك الأيدي ،تقسيم المهام، تغيرت الصورة وتغيرت معها نظرة الشباب لانفسهم ولقدراتهم في تحويل ما هو نظري إلى شيء يسير على الأرض يراه الجميع، وذلك بالتعاون والتضامن، بالأيدي الكثيرة والعقول المختلفة والقليل من المال يمكن تحسين الصور… باختلاف الافكار اختلفت الألوان والقرية موحدة، لقد جسد هؤلاء الشباب الذي فضل العمل الجماعي، رغم حاجيات القرية المتعددة، من طريق معبدة تفك العزلة عن الساكنة أيام الشتاء، ومدرسة محترمة تأوي أطفالهم ومشاريع تنقد فلاحتهم من التراجع والانهيار… في غياب تام للمجلس الجماعي والمسؤولين، وفي ظل انعدام أي مبادرات من طرف هؤلاء، سواء المنتخبين من طرف الساكنة او المنوط بهم السهر على مصالح البلاد والعباد من طرف المخزن أبى شباب القرية إلا أن يضعوا يدا في يد للعناية بمحيطهم بما اتوا من امكانياتهم البسيطة، ترأس الشباب نفسه بنفسه وقدم قدوة يمكن الأخذ بها من طرف شباب القرى المجاورة، فصنعوا لانفسهم صورة جديدة تحمل الأمل في الذات وتنم أيضا عن فقدان الامل والثقة في أي مسؤول.