صحيح اننا لا نفهم بثاتا في قواعد القضاء وقوانينه العريضة، لكنه في بعض الاحيان نحس ان هؤلاء الرجال تخدعهم الايادي الساعية للاسترزاق من وراء قضايا تخدش العدالة المغربية في اخر المطاف. المسترزقين الذين يوصلون ملفات الجناة منقوصة جوهرها الاجرامي والتي تدفع بالحاكم للنقط بعقوبات يسخر منها عموم الناس. نمودج لمثل هذه الحالات ما وقع وما قد يقع لشخصين معروفين بتجارتهما في المخدرات من جماعة بني عياط إقليمأزيلال. الشخصين بعد ان اشتد الحصار عليهما بما صاحبت اعمالهما من ضجة إعلامية وبعفل صراعاتهما التنافسية، وحتى لا ينكشف امر المتعاونين معهما، قاما بتسليم انفسيهما بعد خطط اعدت سلفا. الاول قدم نفسه لرجال الدرك بافورار وسط تساؤلات عن سبب عدم تقديمه لرجال درك بني عياط مسقط رأسه والمسؤولين على الثراب التي يتشغل فوقها، وحتى ان كان الفعل صدفة، فلماذا ثم النقط بالحكم عليه فقط بثمانية أشهر ابتدائيا وقلصت المدة الى خمسة أشهر عند الاستئناف؟ المذنب مباشرة بعد تمتيعه بالسراح وجد امامه قضية أخرى من نفس النوع حكم على اثرها بسنة نافذا، وهي السبب التي جعلت البزناز الثاني يسلم نفسه بعد اخبار تفيد أن الاول ثار وسط المعتقل متمسكا وضاغطا من اجل اعتقال منافسه في الميدان انتقاما منه على الوشاية التي ادلاها للمحققين في حقه. وخوفا من انفجار الوضع، قام الثاني بحر الاسبوع الماضي بتسليم نفسه بالطريقة التي سلكها الاول، لكن عند دركيين آخرين تابعين لاقليم الفقيه بنصالح. الغريب فيما شاع انه غداة رغبته في تقديم نفسه لم يعتقله مستقبله في الحين بل ضرب معه موعدا اخر حتى تتماشى خطتهم المطبوخة مع برنامجهم المسطر . الرجل هو الان قيد الاعتقال وسط انتظار الراي العام لمعرفة مدة العقوبة التي سينطق بها الحاكم عليه، متسائلين ان كانت ستتماشى مع أفعاله الكبرى في حيازة والتجارة في المخدرات ام ستكون فقط صورية. الجدير بالذكر انه مما يجعل الناس تشك في الطبخة كون يوم دهابه لتسليم نفسه ترك ابنه يستأنف عمله في الحين دون الخوف على مستقبل ابنه