احتضنت قاعة الاجتماعات ببلدية قصبة تادلة يوم أمس (الثلاثاء) لقاء تشاوريا بين ممثلي هيئات المجتمع المدني بكل أطيافها (100 جمعية) و المنتخبين برئاسة رئيس الجماعة الترابية لقصبة تادلة و بحضور باشا المدينة و المنتخبين و وممثلي المصالح الخارجية لبعض الإدارات وعدد من العاليات السياسية و النقابية و الحقوقية. ويندرج هذا اللقاء في إطار تقاسم الأفكار و الاقتراحات وتبادل الرأي في أفق إعداد برنامج عمل الجماعة الترابية يرتكز على التشخيص التشاركي والتخطيط الاستراتيجي وفق ما جاء في كلمة الرئيس الافتتاحية، حيث طرح ممثلو المجتمع المدني بالمدينة بعد ذلك مقاربتهم و تصوراتهم لمجموعة من القضايا التي تهم تنمية المدينة وتكشف حاجيات السكان في مجالات الصحة و التعليم و التشغيل و الشباب و الرياضة، وقضايا تهم الوضع البيئي والنظافة و الذاكرة التاريخية للمدينة و تهيئة ضفاف نهر أم الربيع وحمايته من التلوث، وقضايا احتلال الملك العمومي والبناء غير القانوني . وكانت كل المداخلات تصب في اتجاه رفع التهميش عن المدينة و ابتكار مقاربات لإخراجها من حالة الركوض وتنميتها اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا. وفي رده على المداخلات التي استمرت حوالي ست ساعات، أشار رئيس الجماعة الترابية في الختام إلى أن القضايا المطروحة و الطموحات المعروضة تؤرق أعضاء المجلس الجماعي الذين يتقاسمون نفس الأفكار المتعلقة برد الاعتبار إلى المدينة العتيقة وحماية معالمها التاريخية وإيجاد حلول للإشكالات البيئية والمجالية. وأبرز الرئيس لممثلي المجتمع المني الإكراهات المالية للجماعة، مشيرا إلى أن الميزانية المخصصة للتجهيز لا تتجاوز 600 مليون سنتيم، وهو مبلغ لا يستجيب لحاجيات المدينة وانتظاراتهم، حيث يبقى برأيه تمويل بنك المشاريع عبر طرق أبواب المجلسين الإقليمي و الجهوي و القطاعات الحكومية. وشدد الرئيس على ضرورة اعتماد الصراحة و المكاشفة و عدم الإرتهان للوعود غير القابلة للتنفيذ، مشيرا في الوقت ذاته أن تهيئة ضفاف نهر أم الربيع مرتبطة بإنجاز محطة لتصفية المياه العادمة التي تصب مباشرة بالنهر، وأن تهيئة الأحياء الناقصة التجهيز و العشوائية يتطلب مبلغ 30 مليار سنتيم، حصة الجماعة منها 5 مليار سنتيم وهو مبلغ مكلف بالنسبة لميزانية الجماعة، يستوجب طرق الأبواب و البحث عن شركاء من أجل هيكلة هذه الأحياء، كما أشار إلى أن تهيئة المدينة القديمة تتطلب اعتمادات مهمة والبحث عن شركاء و ذلك من أجل حماية ذاكرة هذه المدينة التاريخية ورد الإعتبار لها. وفي الختام أوضح رئيس الجماعة أن التواصل مع السكان سيستمر عبر قافلة ستزور جميع الأحياء، مشيرا إلى أن لقاء أخرا سيتم تنظيمه من اجل تقديم خلاصات اللقاءات التشاورية و تحديد الأولويات في أفق تنزيل برنامج عمل الجماعة على أرض الواقع. المرفقات: صورتين لجانب من اللقاء التشاوري