أعد المجلس الحضري لمدينة قصبة تادلة مشروعا لتأهيل المدينة للفترة ما بين 20010 و 2012 لتحسين ظروف عيش الساكنة بغلاف مالي يقدر بأكثر من 700 مليون درهم . ويتضمن برنامج التأهيل الحضري للمدينة ، الذي تم عرضه خلال اجتماع عقده والي جهة تادلة أزيلال وعامل إقليمبني ملال السيد محمد دردوري يوم الخميس الماضي مع أعضاء المجلس البلدي للمدينة ، تطوير عدة محاور ، اعتبرها المجلس ذات أولوية ، تتعلق على الخصوص بالتنمية الاقتصادية والتهيئة الحضرية والتجهيزات الرياضية والبنية التحتية للمدينة والحفاظ على هويتها التاريخية . ففي ما يخص التنمية الاقتصادية ، يقضي المشروع بإحداث منطقة صناعية ، وأخرى للأنشطة الاقتصادية ، وتنظيم وتجميع الحرف المهنية ، وإحداث فضاء للتجارة ، وسوقين نموذجيين للأحياء ، وتغيير مكان السوق الاسبوعي ، وذلك بغلاف إجمالي يصل إلى أكثر من 246 مليون درهم . ويتضمن برنامج التهيئة الحضرية ، الذي تبلغ تكلفته حوالي 36 مليون درهم ، دراسة تقنية حول إعادة هيكلة الاحياء الناقصة التجهيز وتجهيزها ، والتنظيم المعماري للمحاور الكبرى للمدينة ، وانجاز دراسة جيو تقنية للبنايات المهددة بالسقوط ، وتأهيل الاحياء القديمة ، وتوسيع المدار الحضري وإعداد تصميم التهيئة والضابطة الجماعية . أما محور التجهيزات الرياضية فيتضمن إحداث مركب رياضي بغلاف مالي يقدر ب 75,5 مليون درهم ، وترميم وإصلاح الملعب البلدي الحالي بتكلفة تقدر ب 30 مليون درهم ، والذي تشرف الاشغال الجارية به على الانتهاء . ويشمل محور البنية التحتية ، الذي تبلغ تكلفته الاجمالية أكثر من 117 مليون درهم ، تقوية وتحسين شبكة الانارة العمومية ، وإحداث قنطرة للعبور على نهر ام الربيع ، وتهيئة المحاور الكبرى للمدينة وخلق طرق مزدوجة بمداخل المدينة ، وتقوية واحداث الطرق الرابطة بين الأحياء . ويهدف محور الهوية التاريخية للمدينة ، الذي خصص له غلاف مالي يقدر ب 62 مليون درهم ، رد الاعتبار للقصبة الإسماعيلية ، واستثمارها سياحيا وتاريخيا ، في حين يتضمن محور البيئة والمناطق الخضراء ، الذي تبلغ تكلفته الاجمالية أكثر من 144 مليون درهم ، إنشاء محطة للتطهير وإنجاز تصميم مديري للتطهير، وحماية المدينة من الفيضانات ، وتهيئة ضفاف نهر أم الربيع لفضاء للنزهة والترفيه وخلق منتزهات ترفيهية ، وإعادة تأهيل ساحة محمد السادس وشارع الجيش الملكي . وفي كلمة له بالمناسبة ، أبرز السيد الوالي أهمية المشاريع المدرجة في برنامج التأهيل الحضري للمدينة الذي عرضه رئيس المجلس البلدي ، مشددا على ضرورة إيلاء اهتمام خاص لجنبات نهر أم الربيع ، وقال في هذا السياق إن مدينة قصبة تادلة محظوظة لوجود مجرى النهر بجانبها ، مؤكدا أن حواضر كبرى في العالم عرفت نهضة ورقي كبيرين بسبب إقامتها على مشارف بعض الانهار . ودعا أعضاء المجلس إلى مواصلة جهودهم للقضاء على مختلف القضايا التي تعوق التنمية في مختلف المجالات ، والتي وردت في الكلمة الافتتاحية لرئيس المجلس خاصة في مجالات التعليم والصحة والامن والرياضة والشباب والسكنى والتعمير ، مؤكدا استعداد مصالح السلطات العمومية للمساهمة في حل كل المشاكل التي تعترض سبيل التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة ، وتحول دون الاستجابة لحاجيات وانتظارات المواطنين في مختلف القطاعات . وكان رئيس المجلس البلدي للمدينة قد لخص الاحتياجات الملحة للساكنة في قطاع التعليم في رغبة 67 تلميذا انقطعوا عن الدراسة في العودة إلى ممارسة تعليميهم ، وفي الاكتظاظ الذي تعرفه بعض المؤسسات التعليمية ، مسجلا الخصاص في التجهيزات الأساسية الذي تعاني منه بعض المدارس بالمدينة، وتقادم التجهيزات المتوفرة بها مما يؤثر سلبا على المردودية والتحصيل سواء بالنسبة للأساتذة أو التلاميذ ، بالاضافة إلى الافتقاد لداخلية بثانوية مولاي اسماعيل مما يؤثر على معدل تمدرس الفتاة بالمدينة ، وافتقاد دار الطالبة بالمدينة لأبسط التجهيزات الأساسية والامكانيات المادية اللازمة للتسيير. وفي ميدان الصحة ، ذكر رئيس المجلس أن المدينة تتوفر على مستشفى يضم حوالي 200 سرير لكنه غير مستغل بالشكل الكافي ، مما يضطر سكان المدينة والمناطق المجاورة إلى التنقل لمدينة بني ملال، مرجعا السبب بالأساس إلى غياب بعض التخصصات المهمة، بحيث لا يتوفر المستشفى برغم أهميته إلا على ثلاثة أطباء متخصصين وطبيبين في الجراحة العامة، ولا يتعدى عدد الأطباء العامين ستة . والتمس بالمناسبة توفير أطباء متخصصين في المجالات الناقصة ، ولو بتنظيم زيارات وفحوصات أسبوعية، وكذا توفير عدد من الممرضين والممرضات نظرا للنقص العددي الذي يعانيه المستشفى بالنسبة للأطر شبه الطبية ، كما التمس التعجيل بفتح مركز تصفية الكلي وحل المشاكل العالقة في هذا الإطار قصد وضع حد لمعاناة ساكنة الجماعة الذين يضطرون للتنقل لبني ملال ، كما طالب بإحداث مستوصف آخر بالمنطة الغربية الشمالية باعتبار أن مستوصف حجرة يعرف اكتظاظا كبيرا وظروف عمله غير مواتية على حد تعبيره ، مشيرا إلى أن الجماعة مستعدة للمساهمة بالأرض لبناء هذا المشروع . وفي هذا الاطار ، شدد السيد الوالي على ضرورة إعطاء هذا القطاع الاهمية التي يستحقها ، وذلك بالاهتمام به والنهوض بخدماته ودعم موارده البشرية وتجهيزاته للاستجابة لحاجيات الساكنة ، مبرزا في هذا السياق أنه يتعين اعتبار مستشفى قصبة تادلة هو المستشفى الاقليمي ، ومستشفى بني ملال هو المستشفى الجهوي . وفي المجال الرياضي ، دعا رئيس المجلس إلى المساهمة في إنجاز البنيات التحتية الضرورية ودعم فريق شباب قصبة تادلة لكرة القدم وتظافر جهود الجميع لإنجاح مساره الطموح من أجل الحفاظ على تواجده بقسم الصفوة . ولخص أهم التجهيزات الأساسية المطلوبة في تهيئة جنبات رقعة الملعب المعشوشبة (حوالي 680.000,00 درهم ) ، وتوفير الإنارة (حوالي 2.500.000,00 درهم) ، وتجهيز الثقب المائي وإنجاز محطة الضخ لسقي العشب (حوالي 320.000,00 درهم) ، وتأهيل مستودع الملابس والمرافق الصحية وتعلية السور (حوالي 850.000,00 درهم). وأضاف أن الجماعة تطمح في إحداث مركب رياضي جديد وبجواره قاعة مغطاة متعددة الاختصاصات الرياضية ، مشيرا إلى أنه تم توجيه طلب في هذا السياق لاقتناء جزء من الملك الخاص للدولة المتواجد بملتقى طريق اغرم العلام والطريق الوطنية رقم 08 لاحداث هذا المشروع . وفي ميدان الامن ، ذكر الرئيس أن مدينة قصبة تادلة تعاني خصاصا واضحا في مجال الموارد البشرية بالنسبة للأمن الوطني وكذا القوات المساعدة، مما يؤثر سلبا على الجانب الأمني بالمدينة وخاصة بجوار المؤسسات التعليمية، كما يؤدي إلى تفشي ظواهر الانحراف والجريمة وتفشي ظاهرة الباعة المتجولين ، ملتمسا زيادة عديد القوات المساعدة ورجال الأمن بالمدينة. وفي قطاع السكنى والتعمير ، دعا رئيس المجلس إلى دعم الجماعة من قبل مؤسسة العمران ووزارة الإسكان فيما يتعلق بهيكلة وتجهيز الأحياء الجديدة التي تم ضمها للجماعة ، والتعجيل بتمكين الجماعة بالصورة الجوية من أجل الاسراع بإعداد وثيقة التعمير "تصميم التهيئة". كما دعا ، من جهة أخرى ، إلى إحداث فروع لبعض المصالح بالمدينة من بينها على الخصوص إدارة التسجيل والتمبر ومركز تسجيل السيارات ورخص السياقة ، كما أثار موضوع معمل إيكوز الذي ذكر أنه أصبح يشكل "خطرا على الجماعة حيث تشتعل به الحرائق لمرات عديدة، وأصبح مرتعا للمجرمين والمنحرفين" مشيرا إلى أنه أمام التأخر الواضح في ملف تصفيته فإن الجماعة تطرح إمكانية البحث عن صيغة لتفويته لها . وخلال هذا الاجتماع ، الذي حضره رجال السلطة المحلية ورجال الاعلام ، رد رؤساء المصالح الخارجية ، كل في مجال اختصاصاته ، على استفسارات أعضاء المجلس .