في الوقت الذي تسعى فيه مؤسسات الدولة بكل تخصصاتها تقريب الخدمات إلى المواطنين و المواطنات،بهدف تنزيل اللامركزية والقطع مع التمييز بين مواطني المملكة،أو ما سمي تاريخيا بالمغرب النافع و المغرب غير النافع،تتساءل ساكنة كل من تيزي نسلي،بوتفردة،أغبالة...في نفسها،عن سبب عدم اهتمام الجهات المسؤولة،الوطنية و الجهوية و الإقليمية،المعنية بالمستشفيات المتنقلة و تقريب الخدمات الطبية بمناطقهم ،وذلك تفعيلا لدورها،وتنفيدا لتعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده،خاصة مع ما تعيشه مناطق أيت سخمان في فصل الشتاء هذا من ظروف صعبة؛نظرا للبرد القارس و التساقط الكثيف للثلوج،ما يجعل غالبية الدواوير معزولة عن العالم الخارج تعاني في صمت.فما أن يذوب الثلج و تلقي الشمس التحية على الدواوير بعد غيابها الطويل،تجد حديث الناس ينحصر على المستشفيات المتنقلة المقامة هنالك في مناطق بعيدة جدا عنهم.ينسقون فيما بينهم لكراء حافلات تنقلهم جماعات،و السفر كيلومترات و كيلومترات،لأن حالتهم المادية الضعيفة لا تسمح بتحمل مصاريف التنقل فرادى،أملا في العلاج ولقاء طبيب متخصص يكبح آلم مرض أنهكهم مند عقود . رجال،نساء،شباب،شيوخ،عجائز،أمهات يحملن رضعا،كل من به مرض مرغم على التنقل بعيدا.و تختلف الوجهة المقصودة حسب ثمن التنقل وما اتفق عليه.فهؤلاء متوجهون إلى واويزغت،و أولئك إلى أنفكو، بينما أخرون اختاروا مسمرير...أناس بسطاء تقرأ في وجوههم المعاناة و الأمل في نفس الوقت.لا تكاد تفارق أفواهمم العبارة الأمازيغية"أدينصر ربي سيدنا"،التي تعني باللغة العربية"اللهم انصر أمير المؤمنين"، وهم يتمنون أن تحط المستشفيات المتنقلة رحالها بمناطقهم يوما . ساكنة تعاني الأمرين،معاناة العزلة في الدوار أثناء تساقط الثلوج،و معاناة السفر الطويل طلبا للعلاج.حالهم يجعلك تشفق عليهم،تتمنى معهم أنت أيضا أن ترى يوما مستشفى متنقلا في مناطق أيت سخمان،ليخفف عنهم معاناة السفر و الإنتظار،وتردد معهم دون أن تشعر عبارة : " أدينصر ربي سيدنا ".