انعقد المعرض الدولي للنشر والكتاب بالمغرب في دورته 22 من 12 إلى 21 فبراير تحت شعاره الخاص لهذه السنة"لنعش التنوع الثقافي"، وفق رؤية ثقافية تمتح من أسماء مختلف كتاب العالم، منهم الفرنسي كريستوف مانون والفلسطيني طاهر رياض، والسوداني حمور زيادة. بالإضافة إلى كتاب جزائريين وتونسيين وروائيين ونقاد مغاربة منهم محمد مفتاح وبنيعسى بوحمالة ونجيب العوفي، والروائي أحمد المديني وخناثة بنونة، والمسرحي عبد الكريم برشيد. ولعل أبرز ما طغى على مضامين المعرض الدولي للنشر والكتاب لهذه الدورة، هو ذلك الحضور- سواء الضمني أو العلني- لتأثير موجة العنف والإرهاب في الثقافة والسياسة والندوات، وعلاقة الغرب بالجنوب، وما خلفه العنف السياسي والمادي من عقلية ثقافية جديدة، وفي هذا السياق نظمت ندوات محورية تناولت بالأساس هذه الأبعاد الجديدة والرهانات العالقة بمشاركة سياسيين ومثقفين أكاديميين مغاربة وأفارقة ودوليين، خصوصا من إسبانيا وفرنسا. كما عرف المعرض تسليط الضوء على أدب الإمارات العربية المتحدة، والأدب الحساني المغربي بين الدلالة والتعدد، وتنظيم ندوات ثقافية وسياسية ذات ارتباط عميق بفعل الكتابة، وتخصيص ساعة مع كاتب أو شاعر، ضمن لقاءات مفتوحة لاستعراض أهم التجارب الإبداعية، وكذا تشجيع الكتاب والمبدعين المغاربة الصاعدين. شعار الدورة كما حدده المعرض″لنعش التنوع الثقافي″، استقبل دولة الإمارات العربية المتحدة ضيف شرف، لما تقوم به من دور جدي في تشجيع الثقافة واحتضان العلم والمعرفة. وحسب وزارة الثقافة المغربية، فقد شارك في المعرض لهذه السنة أكثر من 47 بلدا، كما بلغ عدد العارضين 650 عارض مباشر وغير مباشر. هذا، وقد نظم البرنامج الثقافي المواكب لهذه الدورة حوالي 120 نشاطا ثقافيا، أي بمعدل 12 نشاطا في اليوم، موزعة على ثلاثة فضاءات، مذيلة بموائد مستديرة ومحاضرات وندوات ومناقشات ثقافية متنوعة، وقراءات شعرية وتوقيع إصدارات جديدة، وكذا تكريم بعض الوجوه الفاعلة في المشهد الثقافي، الوطنية منها أو الإقليمية أو الدولية، دون نسيان تشجيع بعض الوجوه الصاعدة في المشهد الثقافي، رغبة في تحقيق انعكاس فعال للمشهد الثقافي الوطني، والدفع بالكفاءات المغربية الشابة إلى الأمام، وذلك تماشيا مع تنزيل ملموس لفلسفة الدولة الجديدة التي تلح على ضرورة إعادة النظر في المشهد الثقافي، مع احترام خصوصية تعدد أبعاد ومكونات هذه الثقافة المغربية، بله انفتاح في الآن ذاته على أصوات قادمة من الجهات الأربع للعالم، بالإضافة إلى فضاء الطفل الذي قدم أنشطة مبرمجة خصيصا لفئة الصغار واليافعين. كما كان المعرض فرصة سانحة لدولة الإمارات العربية المتحدة لعرض جديدها الثقافي بمشاركة نخبة إماراتية وفق برمجة متنوعة تقديرا لأبناء هذا البلد الشقيق. وفي هذا تناولت محاضرات دولة الإمارات المبرمجة مواضيع حول الترجمة، والإعلام، والمسرح، والشعر المعاصر، ومجتمع المعرفة المغاربي، إضافة أمسيات شعرية، وأمسيات قصصية. فيما عادت جائزة الأركانة العالمية للشعر، والتي يمنحها بيت الشعر في المغرب، هذه السنة للشاعر الألماني فولكر براون، بحضور شعراء ونقاد مغاربة كعبد اللطيف اللعبي ومبارك ربيع وعبد الفتاح كيليطو وفاطمة الزهراء بنيس، وهي أقوى لحظات المشهد الثقافي للمعرض، خصوصا وأن الجائزة رفيعة المستوى، وأخذ إشعاعها ينتشر دورة بعد أخرى. وقد سعى هذا اللقاء الفكري والثقافي إلى إطلاع جمهور المعرض على التجارب الأدبية المتنوعة، سواء المغربية أو العربية، وريادة أهلها في ميادين الإبداع، وتقديم شهادات في حقهم. إضافة إلى تداول المكتبة العمومية وفرص التنمية المحلية، مع ضرورة دعم الثقافة والفنون والبحث في آفاق نشر وبيع الكتاب الأمازيغي، بالإضافة إلى التساؤل عن مستقبل الكتاب الرقمي والأدب التفاعلي بالمغرب، والأبعاد التربوية لثقافة الصورة، وأخيرا عرض الأدب الأمازيغي"قراءة في الحصيلة". وبعض مميزات الكتابة القصصية الجديدة، وطبيعة علاقة الأدب بالسينما. وكذا ثقافة حقوق الإنسان وبعض الأعمال الروائية الجديدة، كما هو الحال مع الرواية الإماراتية ضيف الشرف. الدارالبيضاء المغرب.