في المجتمعات المتقدمة،حيث يوجد مسئولون يحترمون أنفسهم و يقدرون مسؤولياتهم و يتفانون في خدمة الصالح العام،و يبدعون في خدمة مواطنيهم،و حيث أن دور الإعلام مهم للغاية'فإن المتتبع يرى أن هؤلاء المسئولين يسابقون الزمن لإصلاح ما يجب إصلاحه حرصا على سمعتهم و مبادئهم كلما ظهر مقال هنا أو هناك ينتقد تقاعسهم وتقصيرهم.وقد تصل الأمور إلى تقديم الاستقالة في بعض الحالات. في بلادنا،لا يختلف اثنان حول وجود اختلالات في العديد من المناطق ببلادنا،ولعل البرامج الإذاعية التي تبث على أكثر من محطة و التي ترصد هذه الاختلالات خير دليل على ذلك فقد أصبح المواطنون يتصلون مباشرة بهذه المحطات لطرح معاناتهم المتعددة:انعدام المسالك الطرقية،التطبيب،المدارس، الماء الصالح للشرب 'الكهرباء...... ولعل المواطنين سيتساءلون –مثلي-عن هذه الظاهرة التي تحتاج إلى نقاش:أين اختفى المسئولون من "ممثلي الأمة"و المنتخبين و أعوان السلطة الوصية؟؟؟ أليس من مهامهم التعاطي مع مشاكل و هموم المواطنين و البحث عن حلول لها؟وما الفائدة من التصويت في الانتخابات إذا كانت المشاكل لا زالت عالقة؟بل قد يتساءل المواطن عن دور هذه الأحزاب التي لم تستطع تأطير منتخبيها فكيف تستطيع تأطير عموم المواطنين رغم أنها تتلقى الدعم المالي من ميزانية الشعب. والنموذج الحي الذي أمامنا خير دليل على هذا التملص من المسئولية فحالة الطريق الإقليمية رقم:3206 الرابطة بين الطريق الوطنية رقم :8 و جماعة دير القصيبة عبر جماعة سمكت.والتي كتبت حولها أكثر من مقالة، حيث أصبحت حالتها لا تتماشى مع حركة السير التي تعرفها' مع العلم أن هذه الطريق قد عرفت عملية تقوية منذ 3 سنوات تقريبا،وقد أكدنا في حينه أن العملية المشار إليها لم تكن في المستوى،و أن على المسئولين مراقبة مراحل هذا الورش الشيء الذي لم يتحقق،ومن الطبيعي أن تكون النتيجة مشوهة،فبمجرد الانتهاء من هذا الورش المشبوه حتى بدأت جنبات الطريق- التي لم تتم توسعتها- في التآكل.ونظرا لذلك فإن مستعمليها يعانون الأمرين بسبب ضيق الطريق وحيث أن الشاحنات تمر منها بشكل لافت محملة بالأجور و أنواع الأتربة،كما أن جنباتها حادة بحيث يصعب على السائقين الخروج إلى الحافة،لذلك يكثر بينهم الاحتكاك و المشادات و عرقلة المرور'خاصة من طرف بعض سائقي الشاحنات الذين لا يتسامحون أثناء التجاوز أو التقاطع،أضف إلى ذلك أن حالة هذه الطريق تؤدي إلى إتلاف أجزاء وسائل النقل (العجلات و النوابض و الروتيلات و أعصاب السائقين )كما أن الطريق المذكورة لا زالت بدون علامات التشوير مما يزيد من نسبة الخطورة لمستعمليها سواء كانوا راجلين أو سائقين.و لا ندري إن كان إهمال هذه الطريق لحد الآن متعمد أم أنه فترة تأمل لإعادة أصلاح هذه الطريق بالشكل المطلوب. ختاما أليست حالة هذه الطريق نموذجا في الاستهتار بالمسئولية الذي تحدثنا عنه سابقا؟؟؟؟؟؟؟؟؟