لا حديث هذه الأيام في مدينة زاوية الشيخ إلا عن عملية قطع أشجار معمرة بمنتزه عين تامدة من قبل مصالح الجماعة الحضرية في عز فصل الربيع وعلى بعد بضعة أيام من اليوم العالمي للبيئة، بهدف « تدمير أعشاش طائر البقر (Pique-boeufs) والقضاء عليه نهائيا ». هذه العملية التي استنكرها البعض واستحسنها البعض الآخر انتقل صداها بشكل ملفت ليصل إلى مواقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" والمقاهي وجميع المحافل الشعبية لتصبح مادة دسمة بامتياز لجميع الألسنة. المؤيدون يرون الأمر ضروريا بالنظر لحجم الأضرار التي تسبب فيها هذا الضيف غير المرغوب فيه حيث عانت الساكنة المجاورة الأمرين من جراء الروائح الكريهة والقمل والزقزقات الصاخبة..إلى درجة إصابة بعضهم بأمراض خطيرة كالحساسية والأزمات النفسية. ونظرا لكونهم استنفدوا جميع الطرق لإبعاد هذا المخلوق المزعج، من " تحياح " و " تبخار" وقتل عن طريق السلاح الناري، بات من الضروري في نظرهم قطع أو بالأحرى تقليم الأشجار السامقة التي يتخذها ملاذا له. بينما يرى المعارضون أن الأمر لا يستدعي التضحية بأشجار نادرة يعود تاريخها للستينات حيث تعتبر موروثا طبيعيا يجب الحفاظ عليه. بل هناك من اعتبر أن العملية جريمة في حق البيئة والساكنة على السواء وأن الأمر لا يعدو « حملة انتخابية لاستمالة أصوات المتضررين بالنظر لتوقيتها »..كما لاحظ البعض الآخر أن العملية مجرد حل ترقيعي مادام هذا الطائر المحير ينتقل عبر عشرات الأشجار الشامخة المنتشرة بأرجاء المدينة.. وبالتالي يتساءلون باستهزاء: هل سيتم اغتيال جميع الأشجار بدعوى القضاء على الطائر؟! أما الآراء المحايدة فلقد عيبت على المسؤولين عدم الاستشارة الموسعة مع المجتمع المدني ودوي الاختصاص لانتزاع تأييد جماعي ناهيك عن عدم اللجوء إلى صفقة قانونية لتجنب العشوائية وتفادي التلاعب بالخشب.. ونختم بالرأي الطريف لأحد أعضاء المجلس البلدي أنفسهم الذي علق بسخرية على صفحة الفايسبوك قائلا: « طائر البقر يحارب من أجل البقاء والمجلس البلدي يحارب هو الآخر من أجل البقاء، والشجرة هي الضحية ».