قدمت فرقة "الأوركيد" للمسرح عرضها الناجح لمسرحية "مدينة الجماجم" بدار الثقافة بني ملال، السبت 2015.03.07 ابتداء من الساعة السابعة مساء،وذلك في إطار حملة "الأوركوليس" الثانية التضامنية مع ساكنة الجبال التي تطالها ضراوة مناخ قاس وظروف معيشية مزرية. وقد حضر العرض جمهور غفير من مختلف الفئات والفعاليات من المجتمع المدني بعين المكان،حيث أعرب الجميع عن بالغ استحسانه وإعجابه بالمسرحية التي استغرق عرضها قرابة ساعة. وقد تألق أعضاء الفرقة ايما تألق في تشخيص أدوارهم بكل احترافية،في لوحات تؤطرها ديكورات لجماجم وأكسوسوارات جذابة وأضواء ذات أطياف خافتة،لكنها معبرة ومناسبة،وخلفية موسيقية تساير العرض وأصوات شجية خفية،في انسجام تام مع الأدوار المؤداة.. ومن ناحية اخرى،فقد امتاز" الحكي" بالقوة والنفس العميق في حوار سلس،في غير استدراك أوتلكِؤ،مما يدل على تمكن الشخصيات من استيعاب أدوارهم،مع ما يتخلل ذلك من إيحاءات وإيماءات مركزة،وذات دلالات عميقة تحتاج لحظة تأويلها إلى إعمال للفكر. وبالرغم من أن المسرحية كانت تتطلب في أدائها،على مستوى الهندام والمظهر الخارجي،تأطير شخوص "أكثر قوة" نظرا لقوة المسرحية من حيث الفكرة التي تعالجها عبردلالات من قبيل :الموت،الجماجم،الرعب،الصنم...إلخ؛إلا ان الطاقات الشابة المشخصة للأدواراستطاعت،والحالة هذه، أن تتجاوزهذا المعطى من خلال الأداء المتقن الرزين.. والجدير بالإشارة أن المسرحية هي من تأليف الأستاذ نورالدين بوريمة،ومن إخراج الفنان المبدع نبيل البوستاوي. على مستوى التشخيص : نبيل البوستاوي،حميد الحو،عادل اضريسي،سعيد بويزري،عبد المغيث السملالي،نادية الوردي،لمياء لحنين. على المستوى التقني : علي الكيحل ،مروان حسين.صلاح الدين الحقاوي. على مستوى التوثيق : معاد طالب. على مستوى الإعلام والصحافة : سعيد غيدَّى. ويجدر بي أن اشير إلى ان المسرحية تعالج فكرة الصراع من أجل الفكاك من شرنقة الموت ثم العودة إلى الحياة من جديد..والسبيل إلى ذلك يتجلى في خيارين : مغامرة الرضوخ لتعاليم "الصنم" المستبد - الذي يظهر في المسرحية منتصبا في "الأعلى" بقامته المديدة في صلف وعجب - وإما مغامرة تكسير هذا الطاغوت وإفنائه عن آخره.. ومعلوم أن مسرحية " مدينة الجماجم" حصدت عدة جوائز في مهرجانات كبرى عديدة ،وكان لها صيت وتقدير قيّم من قبل شخصيات مسرحية وازنة،رغم ما يبذله أعضاؤها من جهد جهيد من تلقاء أنفسهم.. وفي الختام تم تقديم الفرقة والتعريف بأعضائها للحضورالذي لم يألُ جهدا طيلة مدة العرض في إبداء اعجابه وحماسه باللوحات الباهرة للمسرحية..كما تم تكريم عادل اضريسي بعد حصوله على جائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشبان بنصه المسرحي "البندقية والذئاب".وفي اللحظة ذاتها،أعلنت فرقة الاوركيد أنها لا تمثل أية جهة رسمية بالمنطقة،وان ما تقدمه من عروض إنما هو للجمهور خاصة...