تعودنا على طلعته كلما حل شهر رمضان الفضيل ،بالته، المزمار،(الغيطة)و هو يجوب و يطوف الدروب ،موزعا روائع نغماته و ألحانه العذبة، على مسامع السكان قبيل موعد السحور،منتقلا من مقام موسيقي جميل الى مقام اخر أجمل، دون كلل أو ملل، في زمن انقرضت فيهالعديد من الظواهر التي ألفناها ونحن صبايا.كلما اقترب من حي سكني الا و هب الأطفال لرؤيته و تحيته، فينزع على الفور الته من فمه ويشرع في رد التحية، والدعاء لهم بالنجاح، كما يحيي كل عابرو كل من صادفه بوجه بشوش لا عبوس. حكاية با صالح تضرب في أعماق السنوات، قرر الصمود في وجه التحديات و أبى الا أن يظل وفيا لمزماره الذي يخترق به سكون الليل، ليضفي على الجو الرمضاني و نفحاته الطيبة، سحرا و روعة وبهاء، فها هو رمضان المبارك يوشك على الرحيل، وبرحيله سينسحب با صالح، الى حال سبيله، ضاربا موعدا جديدا رمضان المقبل بحول الله، لمن ألفوا سماع شذى ألحانه العذبة،فهلا يستحق هذا الرجل الذي يعاني ضيق ذات اليد،التفاتة كريمة،نظير تضحياته لسنوات طويلة،تحرك مياه عيشه الراكدة، خاصة و أنه الوحيد الذي بقي في الساحة التادلوية، حتى لا يردد و نردد معه قول الشاعر: أضاعوني و أي فتى أضاعوا!!!! نورالدين زروال مراسل بني ملال أن لاين