افورار اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بني ملالخريبكة: ميلاد التنسيقية الجهوية لمناهضة العنف ضد الاطفال على هامش دورة تكوينية حول حماية الطفولة سعيا منها لتحقيق الالتقائية في البرامج وتقوية الشراكة بين مختلف المتدخلين المؤسساتيين وجمعيات المجتمع المدني بجهة تادلة ازيلال، وتماشيا مع اختصاصاتها في مجال حماية حقوق الانسان والنهوض بها في شموليتها وبناء على الارضية وميثاق العمل اللذين تم إعدادهما بشكل تشاركي وتشاوري ، وتنفيذا لتوصيات وخلاصات اللقاء التواصلي الذي جمع بين اللجنة الجهوية لحقوق الانسان ببني ملالخريبكة والنسيج الجمعوي في مارس 2012 ، وبعد سلسلة من الاجتماعات بمقر اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بني ملالخريبكة ، بين هذه الاخيرة وعدد من الجمعيات العاملة في مجال الطفولة. بناء على ذلك كله، تأتي هذه الدورة التكوينية حول حماية الطفولة، التي تنظمها اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بني ملالخريبكة بأفوراريومي 14 و 15 فبراير الجاري، حضرها رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الانسان وعدد من اعضائها ، الى جانب عدد من جمعيات المجتمع المدني الفاعلة في مجال الطفولة، علاوة على فاعلين مؤسساتيين ومتدخلين مباشرين في هذا الموضوع، من تعليم وصحة وشبيبة ورياضة وتعاون وطني وهياة القضاة وهياة المحامين ونادي المحامين الشباب.. بكل من اقاليم بني ملالوازيلال والفقيه بن صالح. وقد همت هذه الدورة التكوينية التركيز على محورين اساسيين: الاول يهم الاطار المرجعي للبرنامج المزدوج لحماية الطفولة والثاني يتطرق الى مؤسسات حماية الطفولة واليات اشتغالها بالمغرب. استهل هذا اللقاء بكلمة تقديمية للسيد رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان الاستاذ علال البصراوي الذي ذكر بداية بالسياقين العام والخاص الذي تأتي فيه هذه المبادرة والتي تسعى الى خلق الية جهوية حقيقية في مجال حماية حقوق الاطفال من مختلف اوجه واشكال العنف والاساءة التي قد يتعرض لها الطفل سواء العنف المدرسي او العنف الجنسي اوتشغيل الاطفال او زواج القاصرات...مؤكدا في ذات السياق ان اهداف هذه التنسيقية ومجالات اشتغالها واهدافها لها امتدادات ومرجعيات حقوقية دولية ووطنية شاملة . كما دعا جميع المشاركين الى ضرورة توحيد الجهود في موضوع حماية الطفل من العنف بكل اشكاله، من خلال عدة مستويات: التشخيص والرصد والتحليل ووضع الآليات والبرامج والتصدي لمختلف الانتهاكات التي تطال الاطفال بالجهة على وجه الخصوص. معتبرا أن اهم اوجه توحيد الجهود – حسب رئيس اللجنة الجهوية دائما - هو وضع الية جهوية مشتركة ( التنسيقية الجهوية لمناهضة العنف ضد الاطفال) تضم مختلف الجمعيات المهتمة بالموضوع الى جانب مختلف الفاعلين المؤسساتيين الاخرين ذات الصلة. وقد ختم الاستاذ البصراوي مداخلته، بدعوته الى ضرورة انخراط الجميع بكل إرادة ومسؤولية، من اجل تحقيق هذه الأهداف، وبالتالي المساهمة في النهوض بثقافة حقوق الانسان عموما، وحماية حقوق الاطفال على وجه التحديد. من جانب اخر، ركز الاستاذ عبد الحق كميم، الاطار بالمجلس الوطني لحقوق الانسان والخبير في مجال حماية الطفولة، في تنشيطه لهذه الدورة التكوينية التي حضرها ازيد من 50 فاعلا جمعويا ومؤسساتيا بالجهة، على التذكير بالمرجعيات والبرامج الحقوقية الدولية والوطنية في مجال حماية الطفولة ، اضافة الى اليات اشتغال مجموعة من مؤسسات الحماية ومستويات تدخل كل الاطراف. وفي اطار، تفاعل جميع المشاركين مع مختلف المحاور التي تمت اثارتها خلال هذه الدورة التكوينية، تم التأكيد على ضرورة التصدي لجملة من التحديات حول الموضوع ، خاصة ما يتعلق بضرورة المساهمة في وضع اطار مرجعي واستراتيجي وطني في مجال حماية الطفولة، ووضع منظومة مندمجة للمعلومات ، علاوة على إدراج برامج تكوينية في موضوع الحماية للعاملين الاجتماعيين والمؤسساتيين ومواكبة مسلسل الجهوية وإدراج قضايا الطفولة في برامج جهوية لمختلف القاطاعات. وفي محور اخر، مرتبط بشكل مباشر باليات اشتغال التنسيقية الجهوية لمناهضة العنف ضد الاطفال،واليات اكتساب الحماية في هذا المجال تم التأكيد على اهمية تهيئة التربة الملائمة للاشتغال ووضع الاسس المثينة لها من خلال الاعتماد على مبادئ اساسية اهمها: الالمام بحقوق الطفل في شموليتها واعتماد الاستشارة والملكية والسرية والشفافية والحساسية أثناء التعاطي مع هذا الحالات المعنفة، اضافة الى ضرورة تطوير السياسات والاجراءات ( التعليم المستمر، هيكليات التنسيقية، بروتوكولات السلوك، توجيهات التواصل، الابلاغ والتحرك..) ثم تطبيق السياسات والاجراءات (الحماية والرصد، النهوض والتوثيق) والاستعداد لمواجهة العوائق ، واخيرا المراقبة والتتبع والتقييم. من جانب اخر، قام المشاركون بتحديد مجموعة من العناصر المتدخلة والفاعلة في موضوع حماية الطفولة، على اختلاف مستويات تدخلاتهم ، مبرزين التفاوت الحاصل بين جميع الاطراف المؤثرة في الموضوع ،حيث نجد منهم من هو حريص كل الحرص على حماية الطفولة من كل اشكال العنف، بينما اطراف اخرى مترددة في الانخراط الفعلي والحقيقي في هذه الدينامية، واخرين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، إذ لا يترددون في عرقلة جميع البرامج والاستراتيجيات والاليات وكل المبادرات التي يمكنها ان تساهم في بلورة سياسة والية حمائية للطفولة بالجهة. وقد اختتمت هذه الدورة التكوينية بإصدار بلاغ ختامي حول ميلاد" آلية جهوية لمناهضة العنف ضد الاطفال بجهة تادلة ازيلال" والتي ضمت ازيد من 20 جمعية و11 مؤسسة عمومية ذات الصلة بمجال حماية حقوق الطفل. والتي سيتم هيكلة اجهزتها ووضع خطلة عمل لها في لقاء موسع سينظم لاحقا. علما بان الانضمام للتنسقية يبقى مفتوحا في وجه مختلف المؤسسات العمومية و جمعيات المجتمع المدني بالجهة. نورالدين حنين/ كاتب ومراسل صحفي