مفتخرون بشبر طريق مُعبَّد أشد الإفتخار فترانا نجول شوارعنا ليل نهار فندعي أننا أحرار، لدينا حقول بها آبار لدينا غابات كثيفة الأشجار لدينا منازل من طين و أحجار مناخنا برد، ثلج، عواصف، و أمطار، و ليس لدينا حطب النار أشجارنا بها ثمار فنخال أنفسنا نعيش عيشة الأبرار ثم ندعي أننا أحرار ! لدينا إدارات بها أوراق شهادات وفاة و بطائق إملاق محكمة خدماتها الطلاق و جمعيات تحتضن المعاق و خدمات طبية، فرغم التضحية .. إن كانت الحالة طارئة فويل للضحية، سفر طويل و مسالك خارج التغطية تجعل المريض يفكر في المنية و ظن أهله أنه الفراق إلى ربك يومئذ المساق ! تمر من قناطر خربها إعصار و جبال عالية كالأسوار تحجب عنا أشعة شمس الوطن. ليست لدينا وسائل نقل و لا وكالات أسفار فندعي أننا مواطنون أحرار !! و لا طرق تربطنا بالوطن سوى مسالك وسط أدغال الجبل نسافر بها عبر الزمن و كأننا ننتقل من الماضي نحو المستقبل باكتشافنا حضارة بعض المدن لا معونات و لا تعويضات أضرار فندعي أننا مواطنون أحرار و نخال أنفسنا ننتمي إلى و طن لكن أين ذلك الوطن ؟؟ و أين رحمة الوطن ؟؟ أين جهاد أجدادنا الأبطال ؟ و كفاح جداتنا فوق الجبال؟ هل جزاء كل ذاك النضال إلا الإهمال؟ سعيد و خوتش – الجديدة 20 يناير 2014