يلاحظ من خلال منع و قمع بعض الصحافيين أن هناك ترتيبات تجري لإسكات الصوت المخالف و أن الأمور تنذر بالعودة إلى الأساليب الأمنية القديمة في معالجة قضايا الرأي و التعبير˓فهل يسير بعض المسؤولين نحو حملة تطهيرية جديدة تستهدف الأقلام وضعت نصب أعينها الصحافة و حرية التعبير على وجه الخصوص و في هذا السياق يأتي منع مراسل بني ملال أون لاين بأولاد امبارك من تغطية حدث اجتماعي و المضايقات التي تعرضت لها زوجته و ابنه داخل القيادة̣ و ما تعرض له مراسل شدى إفم بمستشفى بني ملال و اللائحة طويلة,,, إن هذه الحالة القلقة لهذا الخطاب الذي أصبح يقدمه بعض المسؤولين في السر والعلن لتبرير ممارسات مشينة في هذا المجال لا تخرج عن إطار التبريرات القديمة فضلا عن أن الإعلام يجب أن يصاحب هذا الانتقال من توسيع لمجال الممارسة الديمقراطية و التعبير الحر في جميع القضايا خاصة الأساسية منها ̣ إن المدافعين عن هذه الطروحات لاشك أنهم هم المستفيدون من الوضع السائد ممن يمسكون بسلطة الحل و العقد إذ يمكن لهم أن يمنعوا وأن يعاقبوا و أن يصنعوا حتى أحداثا وهمية لإدانة الصحافيين و خنق مؤسسات إعلامية˓ لكن هناك ثمن ملزم قد يتم دفعه وسيكون غاليا و سيزيد من قتامة صورة محدثي هذا المناخ المتوتر كما سيرسخ فكرة سائدة مضمونها أن حرية الصحافة تبقى دائما مرهونة بمزاجية ثلة من أصحاب القرار الذين تبوؤوا السلطة بفعل ضرب من عصا سحرية و آخرون أوتوا قوتهم برضا قيادات حزبية لاعتبارات يتداخل فيها الشخصي والعائلي و الزبوني̣ إن الشعب المغربي لن يستسيغ العودة إلى زمن قمع الصحافة النزيهة لأنه يعتبر هذه الأقلام الجريئة تسهم في إخباره عن أوضاع ظلت محجوبة عنه يجد فيها اهتماما بانشغالاته الحقيقة˓ أكيد أن البعض يحن إلى الماضي و يسعى إلى إيقاف عربة التقدم يجرها إلى الوراء و لكن الواقع لن تسعفه ذلك̣ وحاصل القول أن إسكات الأصوات و تجميد الحبر في الأقلام الحرة لن يفضي إلى شيء و لا يمكن أن يحصل إلا عكس ما يتوخاه محركي المتابعات و مدبري المضايقات بقصد إيقاف المد التصاعدي في تناول قضايا الشأن العام̣ كما اعتقد أن الدولة التي أقامت مؤسسات اعترفت بها و رضيت بعملها تحت حكم القانون عليها أن تنتبه إلى هذه الحالات الشاذة التي تنتظر التقويم و إلا فكيف لمغرب الجيل الجديد أن يثق في خطابات حرية التعبير بعدما فقد الثقة في السياسة؟!! إن القضية معقدة و مرتبطة أشد الارتباط بثقافة و تربية بعض المسؤولين الذين يجب عليهم إعادة النظر في أنفسهم و أن يفهموا بأن الإعلام بمفهومه الجديد هو حضارة فيه تبليغ و فيه رسالة مهمتها شريفة في مضمونها يجب احترامها وأن حرية الصحافة ليست مرهونة بمزاجية أصحاب القرار̣