"قصة الناس" برنامج يشاهده جمهور عريض على قناة ميدي1 تي في.. نعتذر لمقدمته، وللقناة ككل. فنحن سوف نسرق الكاميرا ونتقمص الأدوار لعرض قصة من قصص الناس.. في الواقع هي قصتي، قصتك أنتَ، أنتِ، هي، هو... هي قصتنا جميعا، فلنتابعها: مقدمة الحلقة: منذ أيام، أنت واحد آخر مع الموديم، التغطية موجودة لكن الصبيب صفر، مثل التغطية الصحية تماما... الاقتطاع ها هو، الصحة فين آهي؟ السؤال الملحاح هو : كيف هو حالكم مع صبيب الأنترنت 3G هذه الأيام؟ الضيف الأول: حالنا حال العديان.. سمعنا بعودة أمراض العصور الغابرة إلى المغرب، أصبنا بالهلع الشديد.. ثم قيل لنا إن البرد القارس يقتل الناس في أعالي جبال دولة "الحق والقانون" كما اعتادت أسماعنا منذ عشرات السنين، هالنا ذلك أيضا فحاولنا معرفة المزيد من خلال الأنترنت، فإذا الموديم بنفسه أصيب بفقدان الذاكرة وتصلب الشرايين.. ومنذ أيام وهو يرقد بقاعة العناية المركزة... نناديه ولا مجيب.. نعاين شريط إحصائياته فإذا هي تحاذي الصفر لكأن قلبه يكاد يكف عن النبض.. الضيف الثاني: أخبروني بإمكانية التسجيل بماستر تكنولوجيا الاتصالات الحديثة بجامعة السوربون والدراسة عن بعد.. أعجبتني الفكرة، فالعالم الافتراضي اليوم ييسر أكثر الأمور صعوبة.. بسرعة لامست أصابعي أزرار الحاسوب للبحث عن مزيد معلومات والتسجيل بالجامعة وتحقيق الحلم، فإذا التواصل غير ممكن لا مع السوربون ولا مع الوكالة لتجارية التي دفعت لها العربون، فغضبت وصعد لي "الكربون".. فلعنت ذلك "المغبون" الذي أوحى لي بالفكرة.. إذ أنه عوض أن أتابع الدراسة online أصبحت أتابع التغطية offline من ركن لآخر.. الضيف الثالث: أما أنا، can mout على الكرة، وبما أن شركات البث اللا شعبية قطعت عنا الإرسال ومنعتنا من متابعة اللعبة الشعبية، فدائما ألجأ إلى البحث عن كل المواقع التي تضمن الفرجة ببث المقابلات بشكل مباشر وبسرقة المعلومة بالعلالي.. هذه المرة، لم أتمكن من ذلك وغضب شيطان الكرة بداخلي، وانقطع الاتصال بالأصدقاء والحريم، فألغيت كلمة "جيم"، وأصابني "الضيم"، وكسرت الموديم، صنعت منه بيادق "الضاما" وقلت له: "سير ضيم"... الكوتش: عليكم بترويض النفس وجعلها تعتاد على التغيير، لأن دوام الحال من المحال.. وعليكم أن تبتسموا للحياة، فكل خطوة إلى الأمام هي دائما ضمان لخطوتين إلى الخلف... والخروف حينما يخطو كثيرا إلى الخلف، فهو يتهيأ للقفز بعيدا.. وعندما يقفز تراه "مشا بعيد"... وفي غياب التغطية – بجميع أنواعها – يبقى الواحد منا خروفا يقفز دونما وجهة، فقط ليتيقن من أنه مازال حيا.. الضيف الرابع (ضاحكا): أنا ما شغلت نفسي أبدا بالموديم ولا غير الموديم.. شعاري هو "اللي تخليك خليها". عوض الشات، آكل لحم الشاة وأغط في نوم عميق.. وعوض الدردشة والبحث عن أصدقاء في شبكات التواصل الاجتماعي، أدردش مع الجيران في مقابلات شتم وسب متبادل، وأبحث عن الصداقات في الشارع العام وقت الذروة.. وأفضل العمل بالفاس على التعلق بالفايس؛ وعوض الإيمايل، أجري المايل يوميا لضمان كسرة خبز شريفة... فثقافة "الجيل الثالث" لا تليق إلا بجيل "قمش"... الكوتش: (تخاطب الضيف الرابع) ربما ألغيت الموديم لأنك تتواصل مع الذات، ولأنك متشبع بثقافة الجدات، التي تنفي الملذات، ولا تسأل عن المستجدات، بل تركن إلى المخدات، بعدما تكون بالبطاطا "تغدات ".. . بقلم: