اعتبر وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي أن مشاركة المغرب كضيف شرف في معرض باريس للكتاب، فرصة استثنائية للتعريف بغنى وتنوع الثقافة المغربية بشتى تعابيرها الأدبية والفنية، سواء لدى الجمهور الواسع أو بالنسبة لمهنيي الكتاب بفرنسا والدول المشاركة في هذا المعرض. كما أكد في الندوة الصحافية التي تم عقدها بهذه المناسبة صباح الخميس الماضي بأحد الفنادق بالدار البيضاء، على أن هذا التشريف يعكس عمق ومتانة العلاقات التاريخية والثقافية المتميزة بين المغرب وفرنسا، القائمة على التقدير المتبادل والمستوى الراقي للتعاون الثقافي بين البلدين. كما أشار إلى أن الوزارة اشتغلت مع شركائها لجعل مشاركة المغرب كضيف شرف لمعرض باريس في مستوى هذه العلاقات الثنائية المتميزة، وكذا في حجم هذا الحدث الثقافي الكبير، وذلك لإبراز صورة المغرب المتفرد بثقافته والمنفتح على التنوع وعلى قبول الاختلاف. وأوضح كذلك أن وزارة الثقافة من خلال مشاركة المغرب كضيف شرف معرض باريس للكتاب، تسعى إلى إبراز صورة المغرب ما بعد الدستور الأخير، الذي تمكن من تحقيق تقدم كبير على مستوى الاعتراف وتثمين التنوع الثقافي واللغوي ضمن الهوية الوطنية الموحدة وإقرار الحق في الثقافة ودعم الإبداع الثقافي والفني، في احترام تام لحرية الفكر والإبداع. وفي كلمة لسفير فرنسا بالمغرب، ذكر أن فرنسا فخورة بأن يكون المغرب ضيف شرف معرض الكتاب بباريس، علما بأن هذا المعرض يعد مؤسسة عريقة، وهو تجمع كبير وأنه لأول مرة يتم اختيار بلد من العالم العربي ضيف شرف له. وتحدث عن البعد الثقافي الذي يشكله هذا الاختيار، باعتبار أنه سيساعد على التعريف بالمغرب بمختلف مكوناته، بلد الانفتاح والتسامح والأخوة، وبالتالي إعطاء بعد إشعاعي له. وعلى مستوى الجانب التنظيمي والتنشيط الثقافي لمشاركة المغرب بمعرض الكتاب بباريس، تمت الإشارة إلى أن الرواق المغربي يشغل مساحة تصل إلى 450 متر مربع، بطابعه المتميز الحداثي، مع لمسة مغربية، حيث يتم الاحتفاء بالمكتوب، وبذلك يتم تصميم الرواق مع تيمة "المغرب بكتاب مفتوح". وسيضم هذا الرواق مكتبة كبرى، تعرض رصيدا وثائقيا يصل إلى حوالي 3000 عنوان في 17000 نسخة، تم نشرها من طرف 60 ناشرا ومؤسسة مغربية، غلى جانب 30 مؤسسة فرنسية أصدرت لكتاب مغاربة. كما يشمل الرواق فضاءات مخصصة للقاءات، ستمكن من تنظيم حوالي 45 ندوة ولقاء، سيتم تنشيطها من طرف 90 كاتبا ومحاضرا. وبالإضافة إلى ذلك، سيمكن فضاء التوقيعات من اللقاء المباشر بين الكتاب والجمهور. وبهدف تمكين الناشرين المغاربة من ربط وتمتين علاقاتهم التشاركية مع الناشرين الفرنسيين، وبشكل أساس في مجالات ابادل الحقوق والترجمة، سيتم تنظيم يوم مهني بتاريخ 22 مارس بالمركز الوطني للكتاب، بشراكة مع المكتب الدولي للنشر الفرنسي، كما سيتم تنظيم يوم مهني آخر لكتاب الشباب في 27 مارس برواق المغرب، بشراكة مع معرض باريس. كما سيتم ترجمة العمق التاريخي للمغرب، من خلال تنظيم معرض للمخطوطات وللكتب النادرة بمعهد العالم العربي ما بين 22 مارس و6 أبريل. وبنفس المناسبة، سيتم تنظيم ثلاث تظاهرات فنية: حفل الأوركسترا الفلارمونية بالمغرب الذي سينظم بكنيسة سان جرمان يوم 17 مارس. وحفل الموسيقى اليهودية الذي سيتم تنظيمه بقاعة غافو بباريس يوم 20 مارس. ثم حفل الاختتام مع حفل الغناوة بباتاكلان يوم 27 مارس.