قال وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط خلال الاجتماع الذي خصص للوقوف على حصيلة المنجزات السنوية للوزارة قال الوزير: «لا وجود لمدربين مغاربة من المستوى العالمي». انه العجب في غير شهر رجب. فعذرا شديدا للسيد الوزير، إذا كان لا يعرف المدربين المغاربة وليس له علاقة بكرة القدم لأن «الجلدة» لا تدرس في معاهد المغرب ولا حتى في أمريكا، بل في الأحياء الشعبية وفي ملاعب الأحياء والأزقة. له عذره في ذلك لان محيطه الرياضي والكروي في «الدار اللي هناك بحي أكدال» لا يستطيعون تصحيح زلة لسان السيد الوزير، وما أكثرها منذ توليه هذه الحقيبة المثقلة بالنتائج السلبية، وأظن أن مستشاره الكروي سعيد بلخياط له من التجربة بفريق المغرب الفاسي والجامعة والكنفدرالية الإفريقية لكرة للقدم، ما يسمح له بإبداء الرأي في موضوع ذي صلة بكرة القدم، لكن للأسف الشديد لا يملك الجرأة لذلك. ذات يوم في معهد مولاي رشيد بالرباط استدعت جامعة كرة القدم المدرب العالمي كوفاكس إلى المغرب ليقدم خبرته الكروية للمدربين المغاربة، حضر هذا اليوم جهابدة الكرة المغربية في عصرها الذهبي من أمثل المرحوم عبد القادر الخميري، القدميري، الخلفي، بطاش، جبران، حميدوش، العربي شيشا، العربي بنمبارك... وأسماء أخرى لم تسعفني الذاكرة لتقديمها في هذا الموضوع. في هذا اليوم جلس عباقرة الكرة في أخر المدرج، وقال الخميري لمن حوله، اسمعوا له جيدا وسنرى في نهاية الموسم من سيفوز بالبطولة أنا أم أنتم؟ يا سيادة الوزير أعرف جيدا أنك لا تعرف الخميري وربما لم يسبق لك أن شاهدته أو صافحته أو استمتعت إليه، أظن أنه لو قدر للخميري أن عاش حتى هذا الزمن، وسمع ما سمع العالم من كلامكم عن المدربين المغاربة، فمن المؤكد أنك ستصاب بالدهشة، وبإمكان عبد الحق مندوزا أن يروي ويحكي عن الأب عبد القادر الخميري، وذكائه وشجاعته. سيادة الوزير، هل تعرف وأعتقد أنك لا تعرف ولا يمكن أن تعرف، والمؤكد أنك لن تجد بأرشيف الدار اللي هناك بالمنظر الجميل، ما يشفي غليلك عن الكرة المغربية والمدربين المغاربة فهي دار من دون ذاكرة. يا سيادة الوزير، فالأب الخميري في تلك السنة درب رجاء بني ملال والتي كانت تضم عمالقة الكرة المغربية الحارس الحبيب والمدافع الصلب نجاح والأخوان الولاد والقداري وأسماء كثيرة، الخميري في تلك السنة فاز بالبطولة المغربية، كما فاز على فرق الدارالبيضاء ذهابا وإيابا. المدرب المغربي يا سيادة الوزير هو الذي أرهق منتخب اسبانيا في بداية الستينيات بلاعبيه الكبار سانتا ماريا، ديستفانو، خينتو.... وفاز على فرنسا. المدرب المغربي يا سيادة الوزير الذي يعتبر خارج مفكرتك واهتماماتك بحكم انتماء المدرب المغربي للطبقات الشعبية من أبناء الشعب والأحياء الشعبية تفكيرا وممارسة ووعيا وطنيا. المدرب المغربي يا سيادة الوزير هو الذي كان له الفضل في تأهيل المغرب لكأس العالم سنة 1970، المدرب المغربي هو الذي أعاد الروح للكرة المغربية هو الذي صنع عمالقة الكرة المغربية جيلا بعد جيل من أمثال الأب الصويري وجلال والأب جيكو والعربي الزاولي، وقدموا للجماهير المغربية نجوما قل نظيرها في تاريخ الكرة العربية والإفريقية من أمثال باموس، البيتشو، فرس، عسيلة، الظلمي، السميري، الفيلالي، بلحيوان، حميدوش، علال، الهزاز، الزهراوي، التازي، المرحوم ليمان، الكزار، بودربالة، دحان، التيمومي، الزاكي والجيل الجديد من نجوم الكرة المغربية. المدرب المغربي يا سيادة الوزير الذي يطاله التهميش اليوم وخارج مفكرة المسؤول الحكومي الأول عن قطاع الشباب والرياضة ومعه جامعة الكرة، ما عليه إلا إصدار مذكرة وزارية تدعمها الجامعة لمنع المدربين المغاربة من تدريب النوادي المغربية بمختلف أقسامها واستقدام أبناء موليير وشكسبير، كما هو الحال اليوم بالمنتخب المغربي استسمحكم سيادة الوزير انه لحظة تقديمكم حصيلة المنجزات السنوية لوزارة الشباب والرياضة، ولان الحصيلة كما نرى ونلمس على أرض الواقع صفر على صفر، فان الأوراق اختلطت لحظتها فلم تجد غير الحديث عن الكرة والمدربين. فأية حصيلة وأية منجزات ومندوبيات وزارتكم بمختلف المدن والأقاليم على ما هي عليه من ضعف وانعدام الوسائل والإمكانيات والأدوات والأطر والأنشطة الخاصة بالشباب والطفولة. الحصيلة يا سيادة الوزير هي الوقوف على واقع الرياضة بالمدن قبل العالم القروي فالحالة تبكي، أطلال تخفيها أطلال.