خلف انتخاب عبد المنعم دلمي الرئيس المدير العام لمجموعة إيكوميديا، الجمعة الماضي بباريس، رئيسا للاتحاد الدولي للصحافة الفرنكفونية ترحيبا واضحا وسط الجسم المهني المغربي، واعتبر الكثيرون الإشارة تقديرا لقطاع الصحافة والإعلام ببلادنا. الاتحاد المذكور يضم أزيد من ثلاثة آلاف عضو، والانتخابات الأخيرة شهدت مشاركة اتحادات وطنية من 36 بلدا، والاتفاق على فاعل إعلامي مغربي للرئاسة يجسد اعترافا واضحا بالدينامية المهنية والحقوقية والديمقراطية التي تميز المغرب وإعلامييه. ويجمع المراقبون على كفاءة الرئيس عبد المنعم دلمي، وقدرته على إنجاح المهمة، وبالتالي الدفع بالاتحاد إلى تموقعات إستراتيجية أكثر وضوحا ورحابة، وانخراط أكبر في ديناميات القضايا الأساسية المطروحة اليوم على المهنة عبر العالم، خصوصا في ظل التطور المتزايد للتقنيات الحديثة، وانحسارالمقروئية، وواقع المقاولات الصحفية، وأوضاع سوق الإعلانات، بالإضافة إلى قضايا حرية الصحافة والتعبير وأخلاقيات المهنة، وتعزيز قيم وأفكار الديمقراطية وحقوق الإنسان. إن انتخاب ناشر يوميتي: «الصباح» و»ليكونوميست» على رأس الاتحاد الدولي للصحافة الفرنكفونية، يكشف أيضا مصداقية ودينامية المهنيين المغاربة في الأوساط الدولية، وخاصة الفرنكفونية، بالنسبة لحالتنا هذه، ويذكرنا الأمر، على هذا الصعيد، أيضا بكون هذا التجمع المهني سبق أن تولى رئاسته الإعلامي المغربي عبد الله الستوكي، كما أن الفرع المغربي للاتحاد الذي كان قد انطلق في منتصف الثمانينات هو اليوم من أنشط فروع الاتحاد، ومن شأن وجود دلمي على رأس الاتحاد المساعدة كذلك في الاستفادة من تجارب عدد من الدول الأعضاء، خصوصا فرنسا وكندا، وبالتالي تعزيز المسار المغربي على مستوى حرية الصحافة وتنظيم المهنة، ومختلف القضايا الإستراتيجية المرتبطة بالقطاع. وبالمناسبة، نتذكر أيضا دينامية النقابة الوطنية للصحافة المغربية على الصعيد الدولي، حيث أن رئيسها الزميل يونس مجاهد هو نائب رئيس الفيدرالية الدولية للصحفيين، كما أن الزميل عبد الله البقالي، كممثل للنقابة المغربية، يعتبر من أنشط أعضاء قيادة اتحاد الصحفيين العرب، ونستحضر العمل الهام الذي توفقت فيه النقابة، من خلال هذين الموقعين، أثناء حملة وسائل الإعلام الاسبانية على بلادنا في أحداث العيون الأخيرة، والبيانات والمواقف التي صدرت عن الهيئتين. اليوم، من المهم الانتباه إلى مثل هذه الأدوار على صعيد المنظمات المهنية الإقليمية والدولية، والحرص على دعم الجهود الفردية للمهنيين المغاربة، وتعزيز تواجدهم وفعاليتهم، بما يمكن من تطوير صورة المغرب في هذه المنتديات، وتصحيح كل المغالطات، وأيضا الاستفادة من عدد من التجارب الأجنبية... المهنيون المغاربة يتمتعون بثقة كبيرة في الأوساط المهنية الدولية والإقليمية، هم في حاجة فقط إلى التشجيع والإسناد والمواكبة. هنيئا للأستاذ دلمي على الثقة.