أعلنت اللجنة الانتخابية الكوسوفية مساء أول أمس الاثنين أن حزب كوسوفو الديمقراطي الذي يتزعمه رئيس الوزراء المنتهية ولايته هاشم تاجي يتصدر نتائج الانتخابات التشريعية مع 33.5 في المائة من الأصوات. وعليه, سيحصل حزب تاجي على أكبر عدد من النواب في البرلمان المؤلف من 120 نائبا ولكن العدد الذي سيحصل عليه لن يتيح له الحكم بمفرده. وعليه أن يقيم تحالفات مع برلمانيين اخرين. وقالت فالديتا داكا, المسؤولة في اللجنة الانتخابية, خلال مؤتمر صحافي أن رابطة كوسوفو الديموقراطية التي يتزعمها رئيس بلدية بريشتينا عيسى مصطفى حلت في المرتبة الثانية مع 23.6 % من الأصوات. وأوضحت أن حركة تقرير المصير التي يتزعمها البن كورتي والتي تخوض الانتخابات للمرة الأولى, حصلت على 2,12% من الأصوات. وأضافت أن الحركة التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق راموش هرديناي حصلت على 10.8 % من الأصوات. وأعلنت هذه النتائج الأولية بعد فرز 99% من الأصوات. ولم تعلن بعد نتائج 22 مكتب اقتراع. وأوضحت داكا أن المشاركة وصلت إلى 5,47%. وكانت كوسوفو تترقب أول أمس الاثنين النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية بينما نفى عيسى مصطفى إعلان رئيس الوزراء المنتهية ولايته هاشم تاجي فوزه بها متحدثا عن عملية تزوير. ولم ينتظر هاشم تاجي إعلان النتائج الأولى الرسمية مساء أول أمس الاثنين بل سارع إلى إعلان فوز حزبه «حزب كوسوفو الديمقراطي» ليل الأحد الاثنين. وتوقعت منظمتان غير حكوميتان, أجرت أولاهما استطلاع الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع واستندت الثانية إلى تحليل أعقب فرز بطاقات الانتخاب, تقدم حزب كوسوفو الديمقراطي. لكن رابطة كوسوفو الديمقراطية التي ينتمي إليها عمدة بريشتينا عيسى مصطفى قالت إنها تحتل الصدارة ونددت بمخالفات في بلديتين يؤيد ناخبوهما هاشم تاجي. وفي مؤتمر صحافي عقدته في بريشتينا أقرت النائبة دوريس باك من بعثة المراقبة الأوروبية أول أمس الاثنين بتوجيه «اتهامات خطيرة» بالتزوير في تلك البلديتين. ويتعلق الأمر ببلدتي سربيتشا وغلوغوفاتش بمنطقة درينيتشا (وسط) حيث تجاوزت نسبة المشاركة الأحد الماضي 90% في ظاهرة غريبة لا سيما أنهما تحديدا في معقل تاجي. واعتبرت المعارضة أن هذه النسبة لا تطابق الواقع لا سيما أن اللجنة الانتخابية أفادت أن نسبة المشاركة الإجمالية في كوسوفو بلغت 80,47%. وقال ناطق باسم الرابطة عربين غاشي «هذا مستحيل احصائيا وغير مقبول سياسيا «. ويتوقع أن تدلي بعثة مراقبين دوليين أخرى برأيها. وحتى مع تأكيد رسمي لفوزه فإنه سيصعب على هاشم تاجي تشكيل ائتلاف حكومي جديد حسب المحللين. وأعلن المحلل كرينار غاشي لفرانس برس أن الأحزاب التي حلت ثانية أي رابطة كوسوفو الديمقراطية وثالثة (تقرير المصير) ورابعة (ايه.ايه.كاي لرئيس الوزراء السابق رموش حرديناي) أعلنت صراحة أنها لن تنضم إلى ائتلاف يقوده حزب كوسوفو الديمقراطي. من جانبها توقعت صحافة كوسوفو أن تنبثق عن نتائج الاقتراع حكومة غير مستقرة في بريشتينا. وكتبت صحيفة كوها ديتور «الآن وقد أدلى الكوسوفيون بأصواتهم, جاء دور الأسرة الدولية لإعطاء (رأي ودي) حول طرق تشكيل حكومة». وختمت الصحيفة «نحن نرجوهم فقط أن يشكلوا حكومة قوية ومعارضة مستقرة وقوية. وإلا فإنها نهاية الديمقراطية في كوسوفو». وشهدت الانتخابات التشريعية وهي الأولى منذ إعلان استقلال كوسوفو في شباط/فبراير 2008, نسبة مشاركة استثنائية وغير مسبوقة من الصرب. وقد خصص عشرون مقعدا من أصل 120 في البرلمان للأقليات منها عشرة للصرب المقيمين في كوسوفو والبالغ عددهم 120 ألفا, 80 ألفا ينتشرون في عدة جيوب و40 ألفا في الشمال المتاخم لصربيا حيث يشكلون الأغلبية. وصوت الصرب في الجيوب بكثافة بنسبة 41% في غراكانيتشا و48% في تسربتشي و50% في برتس و32,50% في نوفو بردو خلافا لصرب شمال كوسوفو الذين قاطعوا الاقتراع بكثافة حسب اللجنة الانتخابية. وترجح نسب المشاركة هذه أن يفوز الصرب حتى بخمسة مقاعد إضافية في البرلمان ما سيضعهم في موقع حاسم لتشكيل أغلبية جديدة.