يبدو أن الإعلام الجزائري لا يتوانى كلما أتيحت له الفرصة للحديث عن المباراة الحاسمة التي ستجمع المنتخب الجزائري بنظيره المغربي، إلى نشر بعض التصريحات المثيرة للجدل سواء للمدرب بن شيخة أو بعض اللاعبين المحترفين، أو مسؤولي الجامعة. فالمدرب الحالي لمنتخب الخضر، غالبا ما تتضمن تصريحاته نوعا من الغرور واللامسؤولية في بعض الأحيان، ومحاولة شحن العناصر الجزائرية التي لم ينس البعض منها انتقاداته اللاذعة للاعبين المحترفين، عكس المدرب السابق رابح سعدان الذي كانت جل خرجاته الإعلامية تتسم بنوع من روح المسؤولية والموضوعية، سواء في تحليلاته لمباريات منتخب بلاده أو الحديث عن لقاء المغرب ضد الجزائر. ورغم المدة التي تفصلنا عن اللقاء المرتقب يوم 25 مارس المقبل، فلا يهدأ بال الناخب الجزائري بن شيخة، إذ لاتمر مناسبة دون أن يتحدث عن هذه المباراة من خلال الحط من معنويات العناصر المغربية وإطلاق عنان لسانه لبعض التصريحات النارية التي تكاد تخلو من عبارات الموضوعية والإعتراف بقوة اللاعبين المغاربة، خصوصا أن المباراة الودية الأخيرة أمام اللكسمبورغ أحد المنتخبات الضعيفة بالقارة العجوز قد أدخلت بعض الشكوك في نفوس الجماهير الجزائرية التي أصبحت تشك في قدرة منتخب بلادها على تكرار إنجاز 2010 منذ تسلم بن شيخة مقاليد تدريب الخضر. ولعل هذا يحيلنا إلى الفترة التي كان يشغل فيها بن شيخة محللا بإحدى القنوات العربية خلال مونديال جنوب غفريقيا، حيث لم يتوان ولو لحظة واحدة في توجيه سهام انتقاداته إلى المدرب رابح سعدان ونهجه التكتيكي وكذا اختياراته البشرية، بالإضافة إلى اللاعبين المحترفين وعدم منح الفرصة للعناصر المحلية، هذا بالرغم من أن المنتخب الجزائري لم ينهزم سوى في مباراة واحدة خلال المونديال الأخير وكانت أمام الولاياتالمتحدة الإمريكية في اللحظات الأخيرة. لكن اليوم بعد أن تغير الوضع وأصبح بن شيخة مدربا للمنتخب الجزائري، ورابح سعدان محللا بالقناة التونسية «نسمة تي في» لم تكن تصريحات هذه الأخيرة مجانبة للصواب وتصب في اتجاه الإنتقادات الجارحة، سواء بالنسبة لمنتخب بلاده أوالمنتخب المغربي، بل كانت تتسم بالنقد الموضوعي إلى درجة أنه حذر الجزائريين من قوة المنتخب المغربي، باعتباره أنه يسير في خط تصاعدي منذ فوزه الأخير على منتخب تنزانيا بالعاصمة دار السلام. إذن هناك فرق كبير بين الرجلين، وقد نستشف ذلك من خلال تصريحات كل واحد وكيفية رؤية الأمور التقنية لكل منتخب على حدا، وإن كان سعدان يقر دوما بقوة المنتخب المغربي لكونه قريبا من الكرة الوطنية، وهو الذي سبق له أن واجه أسود الأطلس بدورة تونس 2004 برسم ربع نهائي كاس إفريقيا للأمم وانتهت بفوز أصدقاء نور الدين النيبت ب(3-1) بعد تمديد الوقت القانوني. ويسعى الناخب الوطني بن شيخة بتصريحاته هذه الحد من نبرة غضب الجماهير الجزائرية، خاصة في ظل النتائج السلبية المحصل عليها ضمن التصفيات الإفريقية، ذلك أن منتخب الخضر لم يسجل هجومه سوى هدف واحد، مما يظهر العقم الكبير الذي يشكو منه الفريق رغم التغييرات التي قام بها مدرب الجزائري خلال اللقاءات الودية او الرسمية. حقيقة ان مثل هذه التصريحات تدخل أحيانا في إطار اللعبة، لكن لايجب أن تحيد عن الروح الرياضية، لأن مباراة المغرب أمام الجزائر ليست حربا كما صرح بذلك المحترف المغربي يوسف العربي، وإنما هي في نهاية المطاف سوى مباراة في كرة القدم. خلاصة القول، أن المغاربة أصبحوا لايثقون كثيرا في ما تنقله الصحافة الجزائرية خلال حديثها عن الكرة المغربية، وقد اتضح ذلك جليا في بعض الحوارات المفبركة للاعبين السابقين بالفريق الوطني، كما أنها تسعى إلى نشر كل ما يسيء إلى الرياضة الوطنية.