تحتضن مدينة الدارالبيضاء هذه الأيام النسخة السابعة للمعرض الدولي للسيارات، وذلك على امتداد 10 أيام. وتشارك في هذه التظاهرة الاقتصادية السنوية أهم الشركات العالمية المنتجة للسيارات منها شركة "فولفو" السويدية و شركات "فولسفاغن" و"أودي" و"أوبيل" الألمانية إضافة إلى "بيجو" و"رونو" الفرنسيتين فضلا عن "تويوتا" و"دايهاتسو" اليابانية إضافة إلى "دايو" الكورية الجنوبية و"فيات" الإيطالية وبورش إلى غير ذلك من العلامات الكبرى. وتهدف هذه التظاهرة الاقتصادية حسب المشرفين عليها إلى تقريب هذه الشركات من المواطن المغربي وتمكينه من التعرف على آخر ما أنتجته كبريات الشركات العالمية لصناعة السيارات فضلا عن إتاحة الفرصة لزوار المعرض لاختيار ما يحتاجونه من سيارات سياحية أو خدماتية. ومن المنتظر أن ينتهي المعرض بالتوقيع على اتفاقيات شراكة بين الشركات الأجنبية والوكلاء المغاربة بغرض استيراد مختلف قطع الغيار الأصلية وضمان تدريبات لشباب مغاربة في مصانع الدول المشاركة، لتمكينهم من السيطرة على عمليات تركيب قطع الغيار وصيانة المحركات وغيرها من العمليات الفنية والتقنية، علما أن المعرض سيشهد عديد اللقاءات المفتوحة من قبل خبراء دوليين بغرض التعريف بمنتوجهم وبمميزات السيارات والشاحنات المعروضة وبالمواصفات التقنية والفنية الجديدة التي تم إدخالها في السيارات الجديدة. وقد عرف المعرض الدولي السابع للسيارات الذي يقام بالدارالبيضاء بين 15 و24 ماي الجاري سيطرة كبيرة للشركات الآسيوية على حساب نظيراتها الأوروبية. سيطرة ترجمتها نتائج المبيعات في السنة الماضية ومطلع السنة الحالية حيث تصدرت السيارات الآسيوية الترتيب ضمن الخمسة الأوائل. ولأول مرة في تاريخ المعرض،عرفت علامات "داسيا" المغرب حضورا بارزا،إلى جانب الصينيين الذين حضروا بكثافة عبر عدة شركات مختصة في الشاحنات الثقيلة والمتوسطة والدراجات النارية. "أسيان هول" و"رياض موتورز" تشاركان لأول مرة بالمعرض، الأولى فتحت مقرا لاستيراد وتركيب شاحنات متوسطة الوزن بمدينة الدارالبيضاء، والثانية بدأت استيراد شاحنات ثقيلة ومتوسطة وتستعد لبناء مصنع للتجميع بالمدينة نفسها. وشركة رياض "موتورز" هي آخر من دخل سوق الشاحنات الكبرى بالمغرب، ومع ذلك فهي أول شركة استطاعت أن توقع اتفاقية مع الفدرالية العامة للطرق والموانئ والجمعية الوطنية للنقل الحديث والنقابة الوطنية لأرباب شاحنات النقل الحضري للسلع في السابع من أبريل 2008الماضي. وكانت وزارة النقل والتجهيز قد اقترحت على أرباب الشاحنات تغيير أسطولهم القديم بتدميره على أن يتلقوا تعويضا ماليا، معتبرة أنه يمكنهم من اقتناء شاحنات جديدة. وقد بدأت هذه العملية مع شركة "رياض موتورز" لاقتناع أرباب الشاحنات بالمنتج الصيني الجديد. وتستورد رياض "موتورز" وتقوم بتجميع شاحنات تنتجها الشركة الصينية للشاحنات الثقيلة التي تمتلك أكبر مصنع لإنتاج الشاحنات في آسيا واشتهرت بصنعها لأول شاحنة صينية ثقيلة من نوع "هوانغي" وشاحنة ستيير بشراكتها مع شركة "فولفو" لإنتاج الشاحنات الدولية الثقيلة. وفي لائحة المبيعات للسنة الماضية والشهور الأولى من السنة الحالية، احتلت سيارة "كيا" الكورية المرتبة الأولى بالمغرب بترويج 8182 وحدة في 2007 أي بنسبة 13% من حصة السوق في فئة السيارات المستوردة، حسب الإحصائية السنوية لجمعية مستوردي السيارات بالمغرب. وكانت كيا قد فتحت فرعها في المغرب عام 2003 برقم مبيعات 1090 وحدة، لتقفز عام 2005 إلى 2256 وحدة. وتلي كيا شركة "بيجو" و"روينو" الفرنسيتان برقمي 7355 وحدة و6599 وحدة وبنسبة 11.76% و10.55%، ثم "تويوتا" ب6401 وحدة وبنسبة 10.23%، وفي المرتبة الخامسة "هيونداي" ب4755 سيارة وبنسبة 7.6%. ويوجد بالمغرب 44 ممثلا للشركات الأجنبية للسيارات أنتجت 14 شركة منها 90% من المبيعات في 2007، أي أكثر من 2000 سيارة في العام واقتنى الخواص منها نسبة 70%. ولم تؤثر الزيادة الأخيرة في الضريبة على قروض شراء السيارات في إقبال المغاربة على الشراء، حسب ما أكده كثير من ممثلي شركات السيارات وشركات القروض المشاركة بالمعرض. فرغم تباطؤ ملاحظ في يناير 2009، فإن الشهور التالية حتى مارس الماضي سجلت ارتفاعا نسبته 23% مقارنة مع السنة الماضية. وهذا ما جعل أمنية مستوردي السيارات بالمغرب تصبو لتحقيق رقم 200 ألف سيارة في السنة بعد تجاوز حاجز المائة ألف. وعرف المعرض حضورا كبيرا للزوار الذين حجوا إلى المعرض الدولي للتعرف على آخر منتوجات عالم السيارات.