من فتنة الكتابة إلى كتابة الفتنة أقيمت مؤخرا الدورة الخامسة لصالون الأدب العربي في بروكسل، التي يشارك فيها العديد من الكتاب العرب من دول مختلفة وبلدان الهجرة. وقالت حواء جبلي المسؤولة في المركز مفتتحة النشاطات «شكرا لحضوركم من اجل أمر منسي، والى حد بعيد غير مفيد»، لتضيف انه «الشعر». فالأمسية الافتتاحية خصصت للقراءات الشعرية التي قدمتها أصوات شاعرات عربيات، وانضوت فيها الجزائريتان زينب الأعوج ومليكة بنزيد، والفلسطينية بيسان داليا طه إلى جانب المغربية المقيمة في بروكسل فاطمة مخفي، بعد تغيب الشاعرة الفلسطينية بيسان ابو خالد لارتباطات اخرى. وعبر كلود جافو، رئيس المركز الثقافي العربي، عن سعادته بتواصل إقامة الصالون العربي للسنة الخامسة. واعتبر دافو في كلمة الافتتاح أن «الثقافة العربية مهددة بسبب العولمة», لافتا الانتباه إلى أن ما يهددها يحيق أيضا بالثقافات الأخرى. وتحدث كذلك عن انتشار لغة «الغلوبل انغليش» لافتا إلى انه لا يقصد اللغة الانكليزية بذاتها، وإنما «لغة انكليزية مكونة من 300 مفردة صارت لغة عالمية»، معتبرا أن عاملي لزوم التسلية واللغة العالمية البسيطة يؤديان إلى «إفقار الفكر». أما طه عدنان، الشاعر المغربي المقيم في بروكسل ومدير الصالون الأدبي، فأكد على نهج هذه التظاهرة الأدبية السنوية وقال إن الصالون الأدبي «يصطف إلى جانب الأديبات والمبدعات العربيات، وهن يصهرن المشاعر والأحاسيس والوقائع والأماني بنار الإبداع بحثا عن معدن نفيس لا يعلوه الصدأ»، مضيفا «معدن اسمه الحرية». وعرضت في الافتتاح مسرحية «اكشفي عن ساقيك ميريل ستريب» للمخرج رحيم العسري، المغربي المقيم في بروكسل، التي اعد نصها من أعمال للروائي اللبناني رشيد الضعيف. وإضافة إلى لقاءات وفعاليات أخرى، كانت الندوة الرئيسية حول «الوصاية» التي تفرضها أنواع مختلفة من الرقابات العربية على الإبداع، وتأخذ عنوانها من شعار هذه الدورة نفسه «من فتنة الكتابة الى كتابة الفتنة»، وتحدثت فيها كاتبات عربيات عن «معاناتهن مع الرقابة».