الفتح الرباطي يعيد الاعتبار لكرة القدم المغربية توج فريق الفتح الرباطي بلقب كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه بعد فوزه المثير على ضيفه الصفاقسي التونسي 3/2 أول أمس السبت على ملعب الطيب المهري في مباراة الإياب لنهائي البطولة. ونجح فريق الفتح، الذي كان في مستوى التطلعات والآمال التي عقدت عليه كممثل وحيد للمغرب في هذه المسابقة, في تتويج مسار متميز قهر خلاله أعتى وأعرق الأندية الإفريقية وفي مقدمتها فريق سطاد باماكو المالي (حامل اللقب). وهذا أول لقب قاري لفريق الفتح، ورابع لقب في تاريخ مشاركة الأندية المغربية في هذه المسابقة بعد الكوكب المراكشي (1996) والرجاء البيضاوي (2003) والجيش الملكي (2005). واستطاع الفتح الرياضي أن يعيد للكرة المغربية ألقها وتوهجها وإشعاعها على الساحة الإفريقية بعد الإخفاقات المتتالية التي تعرضت لها، سواء عن طريق المنتخبات الوطنية أو الأندية، ليحقق بذلك ماعجزت عنه بعض الأندية الوطنية التي لها تجربة كبيرة في مثل هذه المنافسات القارية، رغم أنه يقضي موسمه الثاني بالقسم الأول، وليضع بالتالي حدا للعقدة التونسية التي لازمت فرقنا لمدة، كان آخرها الفوز الكبير للنادي الإفريقي على الوداد البيضاوي بثلاثية نظيفة برسم نصف نهائي اتحاد شمال إفريقيا . ومن المنتظر أن يكون هذا الإنجاز، الذي أسعد وبدون استثناء جميع مكونات كرة القدم المغربية، حافزا لهذا الفريق الواعد والعائد إلى الأضواء خاصة على مستوى البطولة الوطنية التي لازال حلم معانقة لقبها يراود عشاق ومحبي هذا الفريق العريق على قلتهم،علما بأن الفريق يحتل المركز ال 12 بعشر نقاط مع خمس لقاءات ناقصة سيعتلي في حال الفوز بها صدارة الترتيب. كما سيكون فريق اتحاد الفتح الرياضي بصفته بطلا لكأس الاتحاد الإفريقي على موعد مع الكأس القارية الممتازة، التي سيواجه خلالها بمدينة لبومباشي فريق مازيمبي الكونغولي حامل لقب كأس عصبة الأبطال الإفريقية على حساب فريق الترجي التونسي (5-0 ذهابا و1-1 إيابا). ويرى لاعبو الفتح الرباطي أن فوزهم بهذه الكأس لأول مرة في تاريخهم أعاد لكرة القدم المغربية اعتبارها، وهذا من شأنه أن يحفزهم على بدل المزيد من العطاء لتحقيق المزيد من الألقاب، خصوصا بعد الفوز بكأس العرش على حساب المغرب الفاسي. وأضافوا أن كرة القدم لا تعترف بفريق صغير وآخر كبير بل بالالتزام والانضباط يمكن الوصول إلى الهدف المنشود. ومن جهته، صرح وزير الشباب والرياضة، منصف بلخياط، عقب هذا الفوز التاريخي الذي حققه فريق الفتح الرباطي، أن الكرة المغربية ستعود إلى الواجهة، بعد أن قدم فريق الفتح هدية ثمينة للكرة المغربية وللشعب المغربي. وأضاف بلخياط، الذي تتبع أشواط المقابلة رفقة رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ، بأن بهذه النتيجة تؤكد أنه عندما يتوفر حسن التدبير و إعمال الحكامة، فإن النتائج المرجوة لابد أن تتحقق.. و إثر هذا الفوز، خرج العشرات من المواطنين إلى شوارع العاصمة الرباط، ومنهم محبو الفتح إلى احتفالا بفوز فريقهم بكأس الاتحاد الإفريقي للمرة الأولى في تاريخه. وقد أطلق العشرات من أنصار فريق العاصمة منبهات سياراتهم، حيث كان يرتدي بعضهم أقمصة الفريق ورافعين الأعلام الوطنية وهم يتبادلون التهاني في ما بينهم بهذا الإنجاز غير المسبوق في تاريخ هذا الفريق العريق (تأسس عام 1946) الذي أعاد كرة القدم المغربية إلى الواجهة الإفريقية عن جدارة واستحقاق ورد لها اعتبارها وإشعاعها.