كشفت برقيات دبلوماسية كشفها موقع ويكيليكس أول أمس الثلاثاء أن بعض القادة العرب نصحوا محادثيهم الأميركيين بغض الطرف عن بعض المبادئ الديمقراطية عندما يتعلق الأمر بغوانتانامو أو استقرار العراق. وهكذا أفادت برقية أميركية مصنفة «سرية» تحمل تاريخ 5 فبراير 2009 أن الشيخ جابر الخالج الصباح وزير الداخلية الكويتي دعا إلى تسوية مصير أربعة معتقلين كويتيين في معسكر غوانتانامو بشكل جذري وقال لدبلوماسي أميركي بحسب الوثيقة «اتركوهم يموتون». وأضاف بحسب التقرير عن محادثة مع دبلوماسي أميركي «إننا لسنا السعودية, لا يمكننا عزل هؤلاء الناس في معسكرات في الصحراء أو على جزيرة (...) إذا كانوا فاسدين, فهم فاسدون». وتابع «لقد اعتقلتموهم في أفغانستان فأعيدوهم إلى هناك إلى منطقة الحرب», في الوقت الذي كانت الإدارة الأميركية تبحث فيه عن دول قادرة على استقبال معتقلين مفرج عنهم بعد تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بإغلاق غوانتانامو. وبخصوص سبعة مهربي حشيشة إيرانيين اعتقلتهم البحرية الأميركية في الخليج قبل أسابيع من ذلك, فيما كانت سفينتهم تغرق, قالت البرقية إن الوزير «ابتسم» وقال «إن الله أراد معاقبتهم لكنكم أنقذتموهم, إنها مشكلتكم الآن. كان الأحرى بكم تركهم يغرقون». إلا أن سفيرة الولاياتالمتحدة في الكويت ديبورا جونز سعت الثلاثاء إلى التقليل من أهمية تأثير الوثائق التي سربها موقع ويكيليكس على العلاقات بين الكويت وواشنطن. وبحسب برقية اخرى كشف عنها موقع ويكيليكس فإن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز استقبل في 15 مارس 2009 جون برينان مستشار الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب. وبحثا مصير 99 يمنيا لا يزالون قيد الاعتقال في غوانتانامو . وقالت البرقية إن العاهل السعودي عرض «فكرة» لعدم فقدان أثر المعتقلين السابقين الذين يفرج عنهم تتمثل في تزويدهم برقاقة الكترونية تتيح رصد مكانهم عبر تقنية «بلوتوث». وقال الملك بحسب البرقية «نفعل ذلك مع الجياد والصقور». ورد جون برينان بتهكم «بالتأكيد هي فكرة, لكن الجياد ليس لديها محامين بارعين» كما أوردت الوثيقة. ووفقا لوثيقة أخرى نشرها موقع ويكيليكس اقترح الرئيس حسني مبارك على الولاياتالمتحدة أثناء لقاء مع برلمانيين أميركيين في 2008, أن تجد «دكتاتورا عادلا» لحكم العراق. وخلال هذا اللقاء عرض مبارك تصوره لتحقيق الاستقرار في العراق بعد خمس سنوات من سقوط صدام حسين, وقال «عززوا القوات المسلحة وخففوا قبضتكم وعندئذ يحدث انقلاب عسكري وسيكون لديكم دكتاتورا ولكن شخصا عادلا». وأضاف مسديا النصح لمحدثيه الأميركيين «انسوا الديمقراطية, العراقيون بطبيعتهم طباعهم حادة جدا». ويخشى مبارك, على غرار قادة دول عربية أخرى وردت أسماؤهم في الوثائق التي كشفها ويكيليكس, تزايد نفوذ إيران في العراق.ولا يخفي مبارك كذلك قلقه إزاء احتمال تزود إيران بالسلاح النووي. ويقول وفق تقرير السفارة الأميركية «كلنا نشعر بالفزع». وبحسب الوثيقة الأميركية, فإن مبارك قال إن مصر قد ترغم على بدء برنامج نووي عسكري إذا ما نجحت إيران في تصنيع سلاح نووي. وبحسب وثائق أميركية أخرى بثها الأحد ويكيليكس فإن العاهل السعودي «دعا كثيرا الولاياتالمتحدة إلى مهاجمة إيران لوضع حد لبرنامجها النووي». وبحسب إحدى الوثائق فان الملك نصح الأميركيين ب»قطع رأس الأفعى» (إيران) وشدد على انه ينظر إلى التعاون مع الأميركيين لكبح نفوذ طهران في العراق كأولوية إستراتيجية بالنسبة لحكومته. إلى ذلك اعتبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش الثلاثاء أن تسريبات موقع ويكيليكس التي تضمنت مواقف مفترضة لولي عهد أبو ظبي بدت مؤيدة لضرب إيران, «تمثل وجهة نظر أميركية وأن بعض ما تضمنته أخرج من سياقه الطبيعي» رافضا التعليق عليها. وبحسب بعض هذه الوثائق, قال ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان, وهو نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات, خلال لقاء مع وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتر في يوليو 2009 أن «حربا تقليدية مع إيران على المدى القريب أفضل بشكل واضح من التداعيات الطويلة المدى لحصول إيران على السلاح النووي». وفي 2005 قال الشيخ محمد بن زايد انه يؤيد عملا عسكريا ضد إيران بحسب الوثائق. وقد دعت إيران من جهتها دول المنطقة إلى «عدم الوقوع في الفخ» بتصديق الوثائق التي نشرها ويكيليكس معتبرة أن هدفها «بث الفرقة» في العالم الإسلامي.