احتضنت دار الثقافة الأمير مولاي الحسن بمدينة الحسيمة, مؤخرا, ندوة علمية في موضوع «التراث الثقافي والعمراني للمدن المغربية.. مدن الشمال نموذجا», وذلك بمبادرة من «جمعية الإمام مالك للعناية بالقرآن الكريم بالحسيمة». وفي هذا السياق, قال محمد أشهبار, رئيس الجمعية, إن هذه الندوة العلمية, التي نظمت بتنسيق مع المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية لجهة تازة-الحسيمة-تاونات وبتعاون مع «جمعية تطاون أسمير», تروم التعريف بالتراث الثقافي بمدن شمال المملكة وصيانة الذاكرة الجماعية. من جهته, قدم الأستاذ امحمد بن عبود, من جامعة عبد المالك السعدي بتطوان, تعريفا للتراث الثقافي والمعماري المغربي وبعض العناصر المكونة له, ومنها تاريخ المدن والهندسة المعمارية الإسلامية لهذه المدن وثقافتها وفنونها التقليدية. وأبرز الأستاذ بن عبود أن للتراث الثقافي أهمية كبرى باعتباره جزء من الهوية الثقافية الوطنية, يستدعي الاهتمام المتزايد من طرف الباحثين والمهتمين, مشيرا إلى أن دراسة التراث الثقافي لكل مدينة ولكل منطقة سيمكن الباحثين من الخروج بتصور شمولي لمفهوم التراث الثقافي الوطني. وأوضح أن الحضارة الإسلامية في المغرب صاغت تراثا معماريا متنوعا ونوعيا يمثل تراكما غنيا يعكس تفاعل معطيات دينية وتاريخية وجغرافية واقتصادية وأركيولوجية وسوسيو-أنثروبولوجية وفنية, تشهد على ذلك الحواضر المغربية الكبرى مثل تطوان وشفشاون وسلا والرباط وغيرها من كبريات الحواضر التي تمثل نماذج أصيلة لتفاعل العقل البشري مع محيطه الثقافي والديني والاجتماعي, ومع إمكانياته ووسائله المتوفرة. وأكد, بهذه المناسبة, على ضرورة الاعتماد على التكنولوجيات الحديثة, الصوتية والبصرية, للتعريف بالتراث الثقافي, مشيرا إلى أن «جمعية تطاون أسمير» وضعت أقراصا مدمجة حول المدن العتيقة, إضافة إلى قرص حول الفنون التقليدية بتطوان يعرف بها اعتمادا على النص المكتوب والصورة والموسيقى والتعليق الصوتي. وأشار إلى أنه تم وضع موقع حول مدينة تطوان باللغة الانجليزية للتعريف بالتراث المغربي وبما تزخر به هذه المدينة العريقة من معالم تاريخية تعود إلى خمسة قرون.