دعا عباس الفاسي الوزير الأول، إلى السهر على إعداد تصميم تهيئة بحيرة مارشيكا بالناظور، والعمل على تطبيق واحترام فحوى توجهاته العمرانية والهندسية والبيئية، وإيلاء أهمية بالغة لموضوع تعبئة الموارد المالية، لتحقيق الأهداف المرسومة لهذا البرنامج الواعد. وسجل عباس الفاسي في كلمة خلال ترؤسه يوم الثلاثاء الأخير بمقر الوزارة الأولى الاجتماع الأول للمجلس الإداري لوكالة تهيئة بحيرة مارشيكا، بارتياح الإنجازات التي حققتها الوكالة منذ إحداثها، وخصوصا أشغال تنظيف ومكافحة تلوث بحيرة مارشيكا ومحيطها، وأشغال التجهيز والتهيئة بمدينة أطاليون والميناء الترفيهي وأكاديمية للكولف بها، وكذا قرب الانتهاء من أشغال بناء قناة جديدة على الشريط الرملي الذي يفصل بحيرة مارشيكا عن البحر الأبيض المتوسط بموقع مدينة الشاطئين. وحسب بلاغ للوزارة الأولى، فإن عباس الفاسي أكد أن مشروع تهيئة واستثمار هذه البحيرة الشاطئية، يندرج ضمن المشاريع التنموية المندمجة التي شهدتها المملكة خلال العشرية الأخيرة، مبرزا أن هذا الورش سيعنى، بالأساس، بتثمين المؤهلات البيئية والإيكولوجية التي تزخر بها منطقة الناظور. وذكر بأن هذا المشروع الضخم سيغطي مساحة إجمالية تناهز ألفي هكتار، تهم سبعة مواقع ستنجز بكلفة إجمالية تبلغ 28 مليار درهم، إذ من المرتقب أن تساهم المشاريع المعتمدة في إطاره في خلق ما يناهز 80 ألف منصب شغل. وأكد الوزير الأول، بالمناسبة، على ضرورة تحقيق الانسجام مع كل البرامج الإستراتيجية التنموية، وخاصة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أصبحت مرجعا دوليا يسترشد به، وكذا مشروع الميثاق الوطني للبيئة الذي تعده الحكومة بتعليمات ملكية. وحسب البلاغ، فإن سعيد زارو مدير وكالة تهيئة بحيرة مارشيكا قدم عرضا مفصلا خلال الاجتماع، تطرق فيه على الخصوص، إلى مخطط عمل الوكالة ومشروع الميزانية برسم سنة 2011. وأبرز زارو أن الوكالة حددت إستراتيجية عمل تهدف إلى جعل موقع بحيرة مارشيكا نموذجا للتنمية المستدامة ينبني على ثلاثة مرتكزات، تهم التنمية الاجتماعية من خلال خلق فرص الشغل وتوفير بنيات الإقامة والترفيه، والتنمية الاقتصادية وتعزيز تنافسية وجاذبية المنطقة، وحماية البيئة والحفاظ على النظام الإيكولوجي للبحيرة. وأوضح زارو أن برنامج عمل الوكالة يتجلى في عدة مشاريع تهم التنمية المجالية من خلال فتح وإنجاز مناطق حضرية وسياحية جديدة كمنتجع أطاليون، ومدينة الشاطئين، والمدينة الحديثة بالناضور، وإعادة تأهيل النسيج الحضري الحالي كمنطقة حي المطار وكورنيش الناظور، والمدينة القديمة، وكورنيش بني انصار، ومحاربة السكن غير اللائق وبغرض تحسين الولوج إلى الموقع والتنقل بداخله، سيتم على الخصوص، إعداد تصميم توجيهي للنقل، وتصميم توجيهي لاستقبال السفن والمراكب، وتصميم للنقل الحضري، كما سيتم إعداد مخطط للتكوين بالمنطقة، ومخطط لتثمين منتوج الصناعة التقليدية المحلية، والمساهمة في تأهيل قطاع الصيد البحري وفي تطوير الفلاحة البيئية، وإنجاز أعمال اجتماعية وثقافية ودعمها، بالإضافة إلى تشجيع تشغيل اليد العاملة المحلية. وبالنسبة لمجال حماية البيئة بالموقع، ستتم مواصلة عملية تنظيف البحيرة ومكافحة التلوث بها، وإنجاز منتزهات طبيعية، ووضع إستراتيجية طاقية ناجعة، وتحديد سياسة جديدة لتدبير الماء والنفايات. وتبلغ ميزانية الاستثمار في البحيرة برسم سنة 2011، ما يناهز مائة مليون درهم. وقد تلت هذا العرض مناقشة مستفيضة شارك فيها أعضاء المجلس الإداري للوكالة، صادق إثرها المجلس على مخطط عمل الوكالة والميزانية المخصصة لها برسم سنة 2011، وعلى مشاركة الوكالة في رأسمال شركة «مارشيكا ميد.»