نبيل بنعبد الله يدعو التنظيمات الحزبية للانخراط الفعلي في تنفيذ مضامين خارطة الطريق دعا محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المشاركات والمشاركين في اللقاء التواصلي بجهة طنجة تطوان إلى قراءة الفاتحة ترحما على شهداء الواجب الوطني الذين سقطوا ضحايا الأحداث المؤلمة بمدينة العيون، وجدد إدانة الحزب لكل أعمال العنف والتخريب والشغب التي عاشت على إيقاعها هذه المدينة الغالية على قلوب كل المغاربة وساكنتها، لافتا إلى أن المكتب السياسي سيعود إلى تقديم تقرير مفصل حول الأحداث بعد استكمال الصورة والعمل الذي تشرف عليه لجنة حزبية مختصة، مؤكدا أن الحزب ينطلق من ضرورة التعاطي الإيجابي مع القضايا الاجتماعية للساكنة وضرورة حل المشاكل في إطار مقاربة شمولية شفافة وديمقراطية تعتمد أسلوب المساواة وتحترم حقوق الإنسان وتتفادى الزبونية والمحسوبية . وقال الأمين العام، الذي كان يتحدث صباح أول أمس السبت في تجمع لحزب التقدم والاشتراكية نظمته جهة طنجة تطوان بتنسيق مع الفرع الإقليمي لطنجة، بأن المهام المطروحة على كافة المناضلات والمناضلين، تتمحور حول اعتماد التوجهات الأساسية والتوصيات التي حددها المؤتمر الوطني الثامن، وذلك بغية تحسين الفعل السياسي الحزبي والحضور الجماهيري، عبر صياغة برامج عمل باحترافية ونجاعة وواقعية، لتفعيل وتأطير أجهزة الحزب الوطنية وتنظيماته القطاعية، وهياكله، ولجانه الدائمة ومنظماته الموازية، و أيضا لترسيخ تجذر الحزب في المجتمع، وتمديد رقعته التنظيمية بشريا وجغرافيا، وتوسيع دائرة إشعاعه السياسي والتواصلي، والدفاع عن القضايا المشروعة للمواطنين، وتقوية حضوره في النسيج النقابي والجمعوي، بهدف تحويله إلى حزب مؤثر وفاعل أساسي في الحراك الاجتماعي، من أجل خدمة الديمقراطية والحداثة والتقدم الاجتماعي. وأكد الأمين العام بأن الحزب مطالب اليوم بتشغيل الآلة التنظيمية عبر حملات تواصلية وطنية سياسية واسعة لتعميم وإشاعة أفكاره، ولتوضيح وتدقيق مقترحاته، وذلك بارتباط مع استحقاقات 2012، وفي أفق المؤتمر الوطني التاسع. وبخصوص الطرق والمناهج والأساليب التي يجب انتهاجها لبناء حزب جماهيري وازن، قادر على التأثير في مجرى الأحداث، يحقق الأهداف التي رسمها لنفسه، قال الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله، إن خارطة الطريق جاءت لإيجاد الصيغ العملية الكفيلة بتحقيق الأهداف التي سطرها المؤتمر الوطني الثامن. وبخصوص رهان تأهيل الحزب كما هو محدد في خارطة الطريق، قال نبيل بنعبد الله بأن الحزب مطالب بتوفير شروط تواكب هذه الديناميكية، ومن ذلك إبداع خطاب سياسي تواصلي جذاب ومؤثر ينطلق من التوجه السياسي الحزبي ويتجاوب مع انتظارات المواطنات والمواطنين، مركزا على ضرورة الانطلاق من القضية الاجتماعية، باعتبار الحزب قوة يسارية ينطلق من مقاربة سياسية مقدامة وجريئة، متشبث بقيم ومبادئ ديمقراطية وتقدمية واضحة، وبناء عليه يتوجب أن يعكس ذلك في برنامجه الانتخابي أو الحكومي، حتى يتبوأ مكانته كقائد حقيقي في معركة التغييرات الضرورية، ويرسم محيط المرحلة الجديدة، مرحلة ما بعد «التناوب التوافقي»، أي - يضيف الأمين العام - مرحلة شفافية صناديق الاقتراع. وعن الجانب التواصلي، أضاف الأمين العام بأن الحزب يعمل من أجل إحكام سياسة تواصلية خارجية وداخلية بشكل دائم تفاعلي ومهيكل، والاستغلال الأمثل لجبهاتها المختلفة من أجل بلورة شعارات ومواقف واقتراحات الحزب، والسعي إلى تشكيل نسيج شبكات مؤثرة في المجتمع وتوفير نظام يقظة على مستوى تتبع كل ما يخلفه الحزب من ردود أفعال وتعاليق في وسائل الإعلام والتحكم في الإمكانيات المختلفة والأساليب التكنولوجية لتعبئة هياكل الحزب ومناضليه. وارتباطا بالموضوعين السالفين، قال الأمين العام بأن خارطة الطريق، جاءت لتفعيل سياسة التكوين الذي يستحضر في آن واحد، الاستجابة لحاجيات المناضلين فيما يتعلق باستيعاب مواقف الحزب وتحاليله، ثم ضرورة تنمية قدراتهم على بلورة عمل حزبي يعتمد على القرب. ولهذا يطمح المكتب السياسي أن يتوفر الحزب على نظام تكوين يعتمد الاستمرارية والتجانس البيداغوجي من خلال الاعتماد ليس على مؤشرات عدد الأنشطة، بل على مؤشرات النتائج، وذلك على أساس برنامج يحدد مع كل جهة حسب انتظاراتها وحاجياتها ويخضع إعماله إلى التتبع، وفي هذا الإطار ذكر الأمين العام بالمدرسة التكوينية التي نظمها الفرع الإقليمي بفاس، مخبرا بأن الحزب يضع في برنامجه بالإضافة إلى المدارس الجهوية للتكوين، الجامعة الوطنية الحزبية للتكوين والتطلع إلى استثمارها كنشاط سياسي وطني وحزبي بارز . وفي الجانب المالي، شدد الأمين العام على أن الحزب يجتهد لإيجاد الصيغ الكفيلة لتنويع وتقوية مصادر تمويل أنشطته وطنيا وإقليميا، وذلك عبر البحث عن موارد إضافية دائمة، وتنمية ممتلكات الحزب، والشروع التدريجي والسريع في إخضاع أعضاء اللجنة المركزية إلى مساهمات وطنية لا تنفي مساهماتهم المحلية، وتفعيل مبدأ اشتراك كافة مناضلات ومناضلي الحزب، وهذا بالطبع ضمن اعتماد ميزانية سنوية واضحة تواكب الأهداف المسطرة وتعمل على ترشيد النفقات المالية. وقال الأمين العام بأن الحزب سيعمل على تأطير هذه المقاربة بعقود برامج تبرم مع الأقاليم في إطار التزام من قبل القيادة الوطنية بتوفير حد أدنى من الإمكانيات للهيآت الإقليمية خاصة من خلال تأمين مقر إقليمي وتوفير تجهيزات حديثة وشبكة معلوماتية للربط الدائم بين الإدارة المركزية للحزب والإدارات الإقليمية. واعتبر الأمين العام للحزب بأن خارطة الطريق بدأت تتبلور في عدة مناطق عبر تطبيق الأجندة المتفق عليها، بدءً بعملية إعادة هيكلة الهيآت الحزبية المحلية والإقليمية وتفعيل دور المجالس الجهوية، وتنشيط القطاعات السوسيو مهنية التي اجتمعت قيادات بعضها في المدة الأخيرة، وتفعيل دور المنظمات الموازية من خلال اللقاءات الأولية التي جمعت مسؤوليها بالأمانة العامة للحزب. كما أشار الأمين العام بأن المكتب السياسي يباشر برمجة اجتماعات اللجان الدائمة المنبثقة عن اللجنة المركزية، وذلك من أجل تفعيلها، وتنشيط عملها السياسي، والتعريف بها تواصليا، في أفق عقد دورة مقبلة للجنة المركزية، وهي التي ستقوم بتحليل الأوضاع العامة للبلاد وتحديد المهام المطروحة على الحزب بارتباط مع الدخول السياسي والاجتماعي، ومن خلال ذلك سيتم تقديم خارطة الطريق العامة والقطاعية، وتقديم تقارير اللجان الدائمة، وتقييم الأوضاع السياسية، وتقييم الوضع التنظيمي للحزب، وتقييم وتتبع العمل التحضيري للانتخابا وقال الأمين العام في موضوع الانتخابات، بأنه سيتم إحداث لجنة وطنية للانتخابات، مطالبا التنظيمات الإقليمية التهيؤ والتحضير لتكوين لجن إقليمية للانتخابات، حتى يتمكن الحزب من بلورة الخطة التواصلية الخاصة بهذه الاستحقاقات، والعمل من أجل إعداد لوائح المرشحين والشروع في تأطيرهم والعمل الملموس إلى جانبهم.. وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء التواصلي حضره أعضاء الديوان السياسي: غزلان معموري، أحمد سالم لطافي والمصطفى عديشان، والمستشارون البرلمانيون: الحاج أحمد الديبوني والحاج عبد الواحد الشاعر، وأعضاء اللجنة المركزية بجهة طنجة تطوان، ورؤساء الجماعات المحلية، وكتاب الفروع الإقليمية والمحلية وعدد كبير من المناضلات والمناضلين، وأدار أشغاله محمد بنسالم الكاتب الأول الجهوي للحزب بجهة طنجة تطوان.