لقد أخطئوا... فهذه ليست معركتنا «مرة أخرى يضطر العاملون في القناة الثانية بمختلف مشاربهم وبمختلف فئاتهم، إلى تنظيم وقفة احتجاجية في الباب الرئيسي للقناة يوم الثلاثاء 26 أكتوبر الجاري، ليرفعوا صوتهم عاليا ضد التعامل الاستفزازي لرئيس القطب العمومي والرئيس المدير العام للقناة الثانية السيد فيصل العرايشي، الذي عوض أن يستجيب للرسالة/ النداء الذي وجهناه إليه يوم 8 أكتوبر2010 بالجلوس على طاولة المفاوضات والتدارس الجدي لمختلف النقط الواردة في الملف المطلبي، وهو النداء الذي كان من شأن التعاطي الايجابي معه أن يجنب القناة مزيدا من توتير الأجواء وتفادي حالة الاحتقان التي وصلت إليها، إلا أن سيادة الرئيس فضل أن يناور بشكل آخر، وأن يلتجأ إلى ممارسات تنال من صورة المغرب الديمقراطي، معتقدا أنه بمحاولة تشتيت العمل النقابي في دوزيم سينال من وحدة وتضامن العاملين: صحافيين، فنيين، إداريين وتقنيين، وأنه بعمله هذا سينقل المعركة إلى ميدان آخر وكفى المسؤولين «شر» الحوار، غير أنه، وبفضل يقظة العاملين وفطنتهم لهذا المخطط الذي يحاك ضدهم وضد وحدتهم، جاءت رسالة العاملين بليغة وواضحة: هذه ليست معركتنا. وبعد أن نفذ العاملون بشكل جماعي ومكثف وقفتهم بشكل حضاري ومسؤول، وأسمعوا صوتهم الرافض لكل المحاولات التي تروم تقسيم صف العاملين، طالبوا بالحوار الفوري حول مذكرتهم المطلبية التي تم وضعها بين يدي كل من السيد الرئيس المدير العام والسيد المدير العام، انفضت جموع المحتجين، واجتمع المكتب النقابي في جلسة توضيحية مع السيد الرئيس المدير العام ونائب المدير العام بالمؤسسة عبر خلالها المكتب النقابي عن: - استنكاره الشديد لسلوك السيد الرئيس القاضي بتجاهل طلب الحوار من نقابة كل العاملين (100% من ممثلي الأجراء) وإقدامه على استقبال لجنة نقابية لا تحظى بأية تمثيلية في القناة. - دعوته إلى احترام وتطبيق بنود مدونة الشغل المنظمة للعلاقة بين المشغلين من جهة، والممثلين النقابيين وممثلي الأجراء من جهة أخرى. - تأكيده أن معركة العاملين بالقناة الثانية لا تستهدف أشخاصا بعينهم بقدر ما هي انتقاد صريح وموضوعي لنمط من التدبير والتسيير، وأنها لا تخضع لأية أجندة ما عدا مصلحة العاملين ومصلحة مؤسستهم ومصلحة بلدهم. والإعراب عن بالغ استعداده للعمل من أجل شراكة حقيقية تتوخى الرقي بالقناة الثانية كمؤسسة عمومية وطنية عليها واجب تقديم خدمة عمومية ذات جودة وفعالية. - تجديده الدعوة إلى فتح مفاوضات حول الملف المطلبي، وهو ما استجاب له السيد الرئيس بالتزامه بعقد لقاء يوم 11نونبر 2010 للشروع في هذه المفاوضات. وحتى لا ننساق في معركة غير معركتنا الأساسية، وحتى تكتمل الصورة لدى الرأي العام، يذكر المكتب النقابي أن نقابتنا حرصت في كل المحطات النضالية السابقة من موقعها كنقابة مسؤولة، وكنقابة لكل العاملين بالقناة على إشراك زملائنا الشرفاء في «النقابة الوطنية للصحافة المغربية». وكانت العلاقة واضحة مع هؤلاء الزملاء، مثل العلاقة التي كانت ولا زالت مع هيئات مهنية أخرى ك «الاتحاد الوطني للمهندسين المغاربة» على قاعدة واضحة: إن انتماء بعض الفئات المهنية إلى إحدى الهيئات أو النقابات ذات الطابع الوطني لا يتعارض -في ثقافتنا وفي قناعتنا- مع الانتماء على مستوى المؤسسة للنقابة التي تمثل كل العاملين «نقابة مستخدمي القناة الثانية». ومن هذا المنطلق، فنحن ندعم النقابة الوطنية للصحافة المغربية في معاركها من أجل تكريس حرية التعبير ومن أجل الحق في الوصول إلى الخبر وفي مساعيها للدفاع عن أخلاقيات المهنة، وندعم زملائنا في الاتحاد الوطني للمهندسين في النضال من أجل وضع اعتباري للمهندس المغربي ككل والمهندس في الاتصالات بوجه خاص، وفي نفس الوقت نعتز بانتماء وانخراط مختلف هذه الفئات من صحافيين وتقنيين ومهندسين وفنيين وإداريين في النقابة التي تمثل كل المهنيين في القناة «نقابة مستخدمي القناة الثانية» التابعة للاتحاد المغربي للشغل وسنظل دائما على استعداد للنضال الديمقراطي لخدمة مصلحة المؤسسة والعاملين على حد سواء، مع كل الغيورين على هذا الوطن، انطلاقا من مبادئ الديمقراطية والاستقلالية ووحدة العمل النقابي.