تعيش القناة الثانية، في الشهور الأخيرة، على وقع الاحتقان والصراع الخفي، المعلَن بين الإدارة العامة ونقابة مستخدَمي دوزيم، بعد أن عقد مستخدمو القناة الثانية، في الأسبوع الماضي جمعهم العام في مقر القناة، تحت شعار «لا للخوصصة نعم ل«دوزيم» قوية، ضمن قطب عمومي ديمقراطي ومنفتح». وقد أدرجت في جدول الأعمال ملفات تتعلق بالتطورات الحاصلة في وضعية المؤسسة ومحيطها، وللتداول في أوضاعهم المهنية والاجتماعية والوقوف على المسار الذي قطعته المفاوضات الجماعية بين نقابتهم، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، وبين مسؤولي «صورياد»، خلال السنتين الأخيرتين. وقد عرف الجمع العام أجواء مشحونة طبعتها انتقادات لاذعة للرئيس المدير العام، فيصل العرايشي، وللمدير العام للقناة، سليم الشيخ، اللذين اتهمهما بعض المتدخلين بالرغبة من التخلص من القناة الثانية بترويج فكرة خوصصة دوزيم. وسار البعض بعيدا في كواليس الجمع العام للحديث عما يشبه «المؤامرة» التي تحاك ضد القناة الثانية، وطالب آخرون بتقديم حصيلة المدير العام ومعرفة الجهة التي تقرر في سير القناة ورسم مستقبلها. وألمح البعض إلى أن الوقت قد حان لإحداث تغييرات في إدارة القناة الثانية، تفاديا للأسوأ، في إشارة إلى مطلب تغيير المدير العام للقناة، ارتباطا بحصيلته، بعد أكثر من سنتين من تعويضه للمدير السابق، مصطفى بنعلي. كما طالب بعض المتدخلين بتغيير نائب المدير بعد ماوصفوا واقع القناة بالتسيب وانعدام الانتاجية. وبعد مناقشة مستفيضة للنقط المدرجة في جدول الأعمال، سجل الجمع العام لنقابة مستخدَمي القناة الثانية «استياء هؤلاء المستخدَمين من الضبابية التي تلف مشروع القناة الثانية في علاقتها مع القطب العمومي، خاصة، ومع سلطات الوصاية، بشكل عام، من جهة، ومن التحولات التي أصبحت تعيشها القناة، والتي مسّت هويتها وغيرت من صورتها، كما ارتسمت لدى الجمهور طيلة سنوات مضت، من جهة أخرى». وعبرت النقابة عن نفاد صبر العاملين في ما يخص الكيفية التي يتم التعامل بها مع انتظاراتهم ومطالبهم الاجتماعية والمهنية المدرجة في ملفهم المطلبي. وسجلت النقابة غضب المستخدَمين الشديد «من التماطل الذي طبع سلوك الرئاسة والإدارة العامة للقناة اتجاه المفاوضات الجماعية التي انخرطت فيها نقابتنا، منذ أكثر من سنتين، بكل الحكمة والمسؤولية اللازمتين، ورفض الجمع العام لمستخدَمي القناة الثانية التعاطي السلبي لمسؤولي «2M» مع روح الشراكة والرغبة في الحفاظ على السلم الاجتماعي الذي طبع، دوما، تعامل النقابة خلال المسار التفاوضي. واستحضارا لهذه المعطيات كلها، قرر الجمع العام تنظيم وقفة احتجاجية يوم الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010، على الساعة العاشرة والنصف صباحا. وأكد بلاغ الجمع العام أن النقابة -عبر هذه الوقفة- تسجل غضب الجمع العام من الدوران في هذه الحلقة المفرغة، مطالبا المسؤولين باستخلاص ما يجب استخلاصه من نتائج وخلاصات، لتجاوز هذا الوضع والسير بالمؤسسة وبشغيلتها إلى الأمام، اقتصادا للوقت وللجهد وللطاقات «التي علينا جميعا أن نعمل لتلافي هدرها»، حسب ما ورد في البلاغ. جدير بالذكر أن الجمع العام لمستخدَمي القناة الثانية تزامن مع تواجد المدير العام للقناة، سليم الشيخ، خارج المغرب وتزامن مع حالة الاحتقان التي تعيشها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بين الإدارة العامة والنقابات، على الرغم من اجتماع الرئيس المدير العام، فيصل العرايشي، مع بعض الفرق النقابية في «دار البريهي».