خاض أساتذة التعليم العالي المنظون تحت لواء النقابة الوطنية للتعليم العالي بكلية العلوم التابعة لجامعة ابن زهر في بداية الشهر الماضي وقفة احتجاجية على ما أسموه بالوضع الكارثي والمتأزم الذي تعانيه الكلية مند سنوات عدة وذلك نتيجة لسوء التخطيط والتدبير وتزايد أعداد الطلبة الجدد سنويا وظاهرة الاكتظاظ التي أصبحت الكلية تعرفها، مع العلم أن الطاقة الاستيعابية للكلية غير قادرة على احتمال هذا النزيف ومواصلة العملية التربوية في ظروف بيداغوجية أصبح يطبعها الاحتقان وعدم الاستقرار، وهو ما زاد في الشعور بنوع من الإحباط للظروف المزرية والمتأزمة التي تعانيها الكلية بحيث وصل عدد الطلبة الى ما يناهز 9000 طالبة وطالب في مؤسسة قدرتها الاستيعابية لا تتجاوز 4500 مما يعد إغراقا وقتلا للكلية والعملية التربوية في ضل شعارات الإصلاحات الزائفة والمخططات الاستعجالية، وساهم بشكل كبير في تردي وضع الجامعة المغربية مقارنة بالسنوات السابقة. كما دعى البيان الذي تلي بباب الرئاسة بكون الاساتذة المضربون يرفضون الحلول الترقيعية وسياسة الهروب الى الأمام التي تنهجها رئيس الجامعة الذي كان غائبا والوزارة الوصية على القطاع التي تتجاهل النداءات وتصم أذانها، رغم حصول الجامعة على غلاف مالي ثمين في إطار البرنامج الاستعجالي الذي يعرف الكثير من البطء بجامعة ابن زهر وكلية العلوم خصوصا، نتيجة سوء التدبير والتسيير، وتحدث بيان النقابة الوطنية للتعليم العالي عن جدوى اقتصار التكوينات ذات الاستقطاب المحدود في الكليات المتعددة الاختصاصات في كل من ورزازات وتارودانت، خلافا لما هو معتمد في الجامعات الأخرى، وطالبوا بتحقيق الظروف الملائمة لإداء الأساتذة لمهامهم البيداغوجية بشكل لائق وفي أوقات قانونية وظروف تربوية تراعي مصلحة الجميع. وجاءت هذه الوقفة الاحتجاجية أمام رئاسة الجامعة باكادير كشكل من أشكال النضال لتحقيق مطالب الشغيلة بالتعليم العالي، دفاعا عن التعليم العالي والبحث العلمي، مع استعدادهم لخوض أشكال نضالية اخرى. وينتظر ان تنضم كلية الأداب والعلوم الإنسانية وكلية الاقتصاد والحقوق الى هذه الحركة الاحتجاجية لانهما، أي الكليتين تعرفان نفس المشاكل ونفس المصير حيث ينتظر ان تصل أعداد الطلبة بكلية الأداب لوحدها الى حوالي 15000 طالبة وطالب خلال هذا الموسم الجامعي الجديد، مما يعد بمشاكل جامعية على كافة المستويات ان لم تتخذ تدابير إستعجالية لحل مشكل الاكتظاظ وإغراق الكليات بالطلبة امام قلة القاعات والحجرات والمدرجات.