بعد الانتهاء من عمليات الإحصاء، مصالح الداخلية تستكمل اليوم تجميع ودراسة المعطيات المتوفرة أصدرت لجنة العمل من أجل إطلاق سراح مصطفى سلمة ولد سيدي مولود بلاغا، كشفت فيه أن هذا المناضل الصحراوي يعاني حاليا من إصابة في ساقه، بعد تعرضه، خلال محاولة للفرار من مكان احتجازه، لإطلاق النار من طرف حراسه. وقال محمد الشيخ، أخ مصطفى سلمى، في تصريح لبيان اليوم، أن هذا الأخير أصيب بطلق ناري في ساقه خلال محاولة فرار من جحيم التعذيب الجسدي والضغط النفسي اللذين تمارسهما عليه مليشيات البوليساريو والسلطات الجزائرية، في مكان احتجازه منذ أكثر من خمسة أسابيع. وبخصوص ما أفضت إليه التحركات الدولية التي قامت بها عائلة مصطفى سلمة ولد سيدي مولود بالعديد من العواصم العالمية، قال محمد الشيخ إن المجتمع الدولي أدرك، اليوم، بفضل هذه التحركات، واقعا لم يكن يدرك بشاعته، من قبل، على مستوى قمع حرية التعبير في تندوف وفي الجزائر، مطالبا بفتح تحقيق عاجل يجنب أخاه المصير المجهول. وهو المطلب نفسه الذي تقدمت به لجنة العمل، التي نددت برفض السلطات الجزائرية ومليشيات البوليساريو تمكين عائلة مصطفى سلمى من زيارة ابنها، محملة إياها المسؤولية الكاملة عن سلامته الصحية والنفسية وعن أي مكروه قد يتعرض له، وداعية المنتظم الدولي وكافة الهيئات والفعاليات الحقوقية إلى مواصلة الضغط. وهي الجهات ذاتها التي ناشدها مولاي إسماعيلي، والد المناضل الصحراوي مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، من أجل التدخل للكشف عن حقيقة ما يتعرض له ابنه من تنكيل، موجها نداء إلى جميع الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف للعمل ما بوسعهم للالتحاق بأرض الوطن، والاستفادة من الامتيازات التي تقدمها لهم مبادرة الحكم الذاتي. وفي ترابط مثير للأحداث، أكدت رئيسة الدبلوماسية الإسبانية الجديدة، ترينيداد خيمينيث، أن تفعيل الاتحاد المغاربي لن يتم بلوغه، دون التوصل إلى «اتفاق واقعي» لقضية الصحراء. فقد شددت وزيرة الخارجية الإسبانية في حديث لصحيفة «إيل باييس» نشرته أول أمس السبت، أن «الوقت قد حان بالنسبة للأطراف للجلوس على طاولة المفاوضات والبحث عن حل واقعي» لهذا النزاع، مشيرة إلى أن الحوار الذي تجريه السلطات المغربية مع المواطنين الصحراويين، الذين قرروا نصب خيام خارج المدار الحضري لمدينة العيون، أعطى ثماره». بهذا الخصوص، علمت بيان اليوم من فعاليات المجتمع المدني بمدينة العيون أن عملية إحصاء النازحين تواصلت دون توقف يومي السبت والأحد الماضيين، على أن تعقبها يومه الاثنين وغدا الثلاثاء، عملية تجميع ودراسة المعطيات المتوفرة، قبل الاستجابة لمطالب المواطنين المحتاجين فعلا للشغل والسكن. وقالت مصادرنا أن الهدوء يلف مخيم النازحين الذي بات يتوفر على مقومات العيش السليم ويحظى بجل الخدمات الاجتماعية الأساسية، ويعيش بداخله مواطنون واعون بدوافع تواجدهم فيه، وهم حريصون على ألا يتم استغلال نزوحهم لأهداف تخدم المصالح الانفصالية، واضعين قوانين صارمة تمنع وقوع أي حادث يفضي إلى انزلاقات لا طائل منها، كما وقع بعد محاولة اقتحام الحاجز الأمني بالعيون. وقد نشرت صحيفة «إيل موندو» الإسبانية، أول أمس السبت، ملابسات هذا الحادث مؤكدة بذلك المعطيات التي أعلنت عنها السلطات المغربية. ونقلت الصحيفة الإسبانية عن أسرة المسمى أحمد الداودي، الملقب ب`»الدجيجة»، أن هذا الأخير «تعرض لمشاكل في المخيم الذي نصبت فيه خيام بضواحي مدينة العيون حيث تعرض للضرب المبرح يوم الجمعة 22 أكتوبر من طرف مجموعة من أصدقائه قبل أن يعود يوم الأحد 24 أكتوبر بهدف الانتقام». وكان اقتحام نقطة مراقبة قد خلف وفاة الشاب الناجم الكارح الذي كان رفقة «الدجيجة» بعد أن أطلق ركاب إحدى السيارتين ذات الدفع الرباعي النار على عناصر أمنية مما اضطرت معه القوة العمومية إلى الرد على هذا الاعتداء. وأبرزت صحيفة «إيل موندو» أن غرباله الداودي وعائشة, وهما على التوالي عم ووالدة أحمد الداودي, اعترفا بأن ابنهما كان يعاني من «مشاكل مع المشروبات الكحولية والمخدرات كما أكدت ذلك السلطات المغربية». وصرح عم أحمد الداودي لمراسلة صحيفة «إيل موندو» إيرينا كالبو التي تنقلت إلى مدينة العيون بأن «مشاكل وقعت للداودي يوم 22 أكتوبر بداخل المخيم بعد أن تعرض للضرب المبرح من قبل بعض أصدقائه. وفي يوم الأحد 24 أكتوبر غادر منزل أخيه بالعيون في حوالي الساعة الواحدة بعد الزوال قبل أن يجتمع مع رفقائه ليتوجهوا بعد ذلك إلى المخيم مدججين بالأسلحة البيضاء من أجل تنفيذ انتقامهم». يذكر أن وزارة الداخلية كانت قد أكدت في بلاغ بهذا الخصوص أن المسمى أحمد الداودي الذي كان في حالة سكر طافح وتخدير, قام خلال ليلة 22 -23 أكتوبر الجاري أثناء تواجده بمخيم إزيك بأعمال شغب وعنف, حيث تم طرده من المخيم, وأن تدبيره ورفاقه لعملية الاقتحام المذكورة كان بنية الدخول إلى المخيم لإحداث الشغب والانتقام لعملية إبعاده, حيث هيأ لذلك 27 قنينة زجاجية (كوكتيل مولوتوف) وأسلحة بيضاء تم حجزها داخل السيارة التي كان على متنها. وأشار البلاغ إلى أن المسمى «أحمد الداودي الملقب ب`»الدجيجة» له سوابق قضائية متعددة, إذ سبق الحكم عليه سنة 1993 بسنتين حبسا نافذا من أجل السرقة الموصوفة والسكر العلني والفساد. وأكدت صحيفة «إيل موندو» استنادا إلى عم الداودي أن والدة «الدجيجة» تقوم بزيارته مرتين في اليوم منذ يوم الاثنين الماضي بالمستشفى حيث يتلقى العلاج. وشدد غرباله الداودي للصحيفة الإسبانية على أن مطالب المواطنين الذين نصبوا خياما خارج المدار الحضري لمدينة العيون «اجتماعية محضة» تتمثل في الشغل والسكن داحضا بذلك الدعاية المغرضة لأعداء الوحدة الترابية للمملكة. بخصوص هذا الملف،أعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون أنه تم أول أمس السبت تقديم أربعة أشخاص مشتبه في تورطهم في الحادث على قاضي التحقيق. وأوضح بلاغ للوكيل العام للملك لدى المحكمة المذكورة أن الأشخاص الأربعة الذين سجلت في حق أحدهم عشرة سوابق قضائية جلها في الاتجار في المخدرات, والثاني يتوفر على ثلاثة سوابق قضائية, أحيلوا على قاضي التحقيق لإجراء التحقيق معهم من أجل جرائم «تكوين عصابة إجرامية لارتكاب جنايات ضد الأشخاص والأموال, ومحاولة إضرام النار عمدا في خيام مسكونة, ومحاولة التخريب العمدي بواسطة مواد متفجرة في خيام مسكونة, وحيازة أسلحة في ظروف من شأنها المس بسلامة وأمن المواطنين والمشاركة في ذلك وعدم التبليغ عن وقوع جناية». وقد قرر قاضي التحقيق بعد استنطاقهم ابتدائيا إيداع كل من المسمى اللك يحضيه ورشيد النجماوي بالسجن المحلي بالعيون, وإطلاق سراح كل من بارك الله البكاي ومحمد اندور.