رئيس مجلس إقليمي يفقد أغلبيته فيؤجل مناقشة مشروع الميزانية في مناروة غريبة، قرر رئيس المجلس الإقليمي للمضيق الفنيدق، محمد الدوالي، تأجيل مناقشة مشروع ميزانية مجلسه والمصادقة عليه برسم دورة أكنوبر التي عقدت يوم الجمعة الماضية، بعدما ظهر له أن المعارضة باتت تملك أغلبية أعضاء المجلس، وأن قرارهم رسى على إسقاط مشروع الميوانية لسنة2011. وعزا رئيس المجلس الإقليمي قرار التأحيل هذا إلى «أن عامل الإقليم، طلب منه إرجاء مناقشة مشروع الميزانية والمصادقة عليها إلى وقت لاحق، دون ذكر أي سبب لذلك»، وأجاب الدوالي بأنه «ارتأى أن يقبل طلب العامل لأنه لا يرد له أي طلب، سيما أن مثل هذا الطلب قد يكون في المصلحة العامة!». إلا أن المعارضة داخل المجلس الإقليمي (حزبي التقدم والاشتراكية والأصالة والمعاصرة)، كشفت أن السبب الحقيقي وراء تأجيل الرئيس لمناقشة مشروع الميزانية والمصادقة عليها، وإن كان العامل قد أصدر فتوى بهذا الخصوص لرئيس المجلس، يعود إلى أن الرئيس فقد أغلبيته، وتبين له أن المعرضة صممت على إسقاط مشروع ميزانيته الذي أعد في «ظروف غير ملائمة وتحت وصاية مطلقة للسلطة المحلية، دون أن يكون للمنتخبين أي رأي أو وجهة نظر فيه». وبحسب مصدر من المعارضة، فإن رئيس المجلس الإقليمي الذي انضم إلى صفوف البام، مؤخرا، طلبا للحماية بعدما تمكنت معارضته وفيها نواب له، من حيازة الأغلبية داخل المجلس، أصر على أن تكون اجتماعاته التمهيدية والتقريرية لشؤون المجلس الإقليمي مع عامل العمالة وحده، ومن ثم، لم تجد المعارضة بدا من اتخاذ خطوات في اتجاه إسقاط الميزانية، كونها لم تكن ميزانية تشاركية. وأعابت المعارضة على الرئيس ارتكابه لعدد من المخالفات والخروقات، إلا أن أبرز المؤاخذات عليه أن مشاريع المجلس الإقليمي تبنى على تصورات لا يشارك فيها المنتخبون بالمجلس، بل ويهمشون بشكل مقصود، ويوضعون في نهاية المطاف، أمام الأمر الواقع. وقال عضو بالمجلس لبيان اليوم، «إن المعارضة تمتلك الشجاعة لقول لا لمثل هذه الممارسات، وهذا ما فهمه رئيس المجلس الإقليمي، فأجل مناقشة الميزانية إلى وقت لاحق كخطة فرار». وشهدت الدورة مناقشات صاخبة بين الرئيس وبضع من نوابه، والمعارضة، وتبين أن التحاق الرئيس بحزب البام، لم يشكل بالنسبة إلى أعضاء حزب الأصالة والمعاصرة الموجودين في المعارضة منذ تشكيل المكتب المسير للمجلس، أي مانع في معارضته.