قدمت مديرة القناة الرابعة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية ماريا اللطيفي، أمام المشاركين في ندوة أورو-متوسطية بتونس حول التعليم بواسطة التلفزيون، تجربة هذه القناة في مجال إنتاج وتقديم برامج التربية والتعليم. وأبرزت اللطيفي، مساء الثلاثاء الماضي في ختام هذه الندوة التي نظمتها مؤسسة (فرانس تلفزيون) وقناة فرنسا الدولية، برعاية من المجلس الثقافي للاتحاد من أجل المتوسط واتحاد إذاعات الدول العربية، المراحل التي قطعتها القناة الرابعة، كقناة متخصصة، تستهدف جمهورا من المتمدرسين يقدر إجمالا بثمانية ملايين ما بين طلبة وتلاميذ وثلاثة ملايين ممن يخضعون للتربية غير النظامية. وتناولت، خلال هذه الندوة التي تمحورت حول موضوع (التلفزيون والتعليم.. المعرفة رهان يهم الجميع)، الدعم التربوي الذي تقدمه القناة بشراكة مع وزارة التربية الوطنية، بالإضافة إلى شبكة البرامج التي تعدها الرابعة، كبرنامج (فرصة للنجاح) الذي لقي إقبالا كبيرا وخلف صدى إيجابيا لدى الجمهور الناشئ. وسلطت الضوء على مشروع «معرفة»، الذي تم في إطاره اختيار ثلاثة مشاريع لبرامج تلفزية تربوية، من بينها مشروع (مكتبة) التي تقدمت به القناة الرابعة، وحظي بالدعم على المستوى المتوسط. يذكر أن مشروع (معرفة) يهدف إلى دعم التعاون بين تلفزيونات البلدان المتوسطية والمنطقة العربية للاستفادة من وسائل الإعلام الرقمية الحديثة في إنتاج برامج هادفة في مجالات التربية والتعليم والمعرفة والثقافة عموما. وفي هذا المجال أوضحت اللطيفي أن برنامج (مكتبة) يقوم على إنتاج دراما تربوية خيالية هادفة، تروي في 30 حلقة قصة شاب مغربي فقد والديه في حادثة سير، لينتقل للعيش مع جده، الذي يعمل كمحافظ لمكتبة تابعة لبلدية المدينة التي يسكنها. وتدريجيا، يتأقلم الشاب مع فضاء الكتب، ويكتشف من خلال ما يرويه له جده وما يقرأه من كتب عالما جديدا، يتعرف فيه على شخصيات تاريخية بارزة تنتمي إلى عالم الأدب والتاريخ والفلسفة والطب أمثال ابن خلدون وابن سيناء وأفلاطون وغيرهم . وبذلك، تضيف مديرة الرابعة، ينقل الجد إلى حفيده عبر حلقات المسلسل صورا مشرقة لشخصيات طبعت بإبداعها وفكرها التراث الإنساني، الأمر الذي يعطي للبرنامج بعدا تعليميا وتربويا وثقافيا مفيدا بالنسبة للمشاهد، وخاصة الجمهور الناشئ. وحسب مديرة القناة الرابعة، فإنه ينتظر أن يتم تصوير الحلقة النموذجية من هذا البرنامج خلال الشهور القليلة القادمة. يذكر أن هذه الندوة شهدت، على مدى يومين، مشاركة مسؤولين وخبراء في مجال الاتصال والتلفزيون التعليمي والوسائط الجديدة في البلدان المتوسطية من بينها المغرب، وناقشت عدة محاور من بينها (تحديات جديد للتعليم والتلفزيون الرقمي) و(تجديد العرض الشبابي.. خيار الإنتاج التعليمي والترفيهي) و(تعدد وسائل إعلام مبتكرة المحتوى.. أشكال وفرص جديدة) و(التعليم، الابتكار والتلفزيون.. دول المؤسسات).