نظم مؤخرا ببيروت، لقاء تكريمي للشاعر اللبناني شوقي بزيع الذي فاز هذا العام بجائزة عكاظ للشعر العربي عن قصيدته (مرثية الغبار) وعن مجمل إنتاجه الشعري. وقد استهل اللقاء التكريمي، الذي احتضنته دار الندوة، رئيسها المفكر منح الصلح بكلمة قال فيها «في شعر شوقي بزيع لمسة حداثة، وسحر الخصوصية، بدونهما لا مكان لموهوب. نحتفي بالإنجاز الذي حققه وبالجائزة التي حققها من بلد عربي ...أرض امرؤ القيس وطرفة بن العبد». وأضاف منح الصلح أن بزيع «لم يتحجر في ماضوية ولا عصروية زائفة سطحية، وبقي وشعره شاهدا على الإبداع الأصيل والمتجدد»، مضيفا أن موهبته «عابرة للأقطار» وشعريته «بعيدة الجذور في التراث النقي للأمة مع لمسة الحداثة ولمعة التجدد والخصوصية». وجاء في كلمة الوزير غازي العريضي «مبروك لشوقي بزيع مباركة شعرية، ارتدى من خلالها عباءة الشعر العربي. ومبروك للبنان من خلال شوقي بزيع»، داعيا، بالمناسبة، إلى اتخاذ مبادرات إنسانية وحقوقية حيال المبدعين وإقرار القوانين لحفظ كرامتهم. وتحدث أمين عام الحركة الثقافية أنطوان سيف، من جهته، عن الفرادة المتميزة لشعراء الجنوب على تمايزهم في المواهب الخام والمصقولة، مشيرا إلى أن شوقي بزيع صمت خمس سنوات ليودع الغنائية ويصغي جيدا لتجارب الآخرين فشكلت قصيدته (مرثية الغبار) انعطافة شعرية كبرى. وقال الشاعر الأمير طارق ناصر الدين: «أجمع المكرمون أن شوقي بزيع يستحق هذه الجائزة، ولم يجمعوا أن هذه الجائزة تستحق شوقي بزيع»، معتبرا «أرض عكاظ لا يملكها أحد، إنها دائما حيث يكون الشعر»، ومشيرا إلى الشبه بين شعر شوقي بزيع ونظام الطبيعة إذ أن «قصائده أمطار تروي الذوق وتمكث في الذاكرة». وفي كلمة للشاعر المحتفى به، قال إنه يتملكه شعوران مفرطان في التغاير، هما ثمل الظفر ووطأة المسؤولية ودفع التحدي إلى نهايته، إذ أن «الجوائز اختبار إضافي للوصول بالصخرة إلى قمة الجبل»، معربا عن استغرابه ألا يحصل لبنان، الذي رفع منسوب الشعرية العربية خاصة مع جبران خليل جبران وسعيد عقل إلى حدودها القصوى، في سوق عكاظ «المكان التأسيسي للشعرية العربية». وأضاف شوقي بزيع «إني إذا كنت قد اخترت للفوز بالجائزة قصيدة تعود كتابتها إلى عقدين من الزمن، فليس لنضوب في التجربة أو تقليل من شأن القصائد اللاحقة بل لأن الشعر في جوهره مصنوع من مادة غير زمنية». واختتم شوقي بزيع هذا اللقاء التكريمي بإلقاء رائعته الفائزة (مرثية الغبار).